نسج بذور التمكين في مصر

التاريخ:

بعد أن تركت المدرسة في سن الرابعة عشر لرعاية والدها المصاب بالسرطان، بدأت بسنت ناصر في خياطة الملابس للدمى في وقت فراغها. بلوغها السادسة عشر، حلمت أن تصبح مصممة أزياء، فقامت بالتسجيل في دورات خياطة متنوعة. لكنها وجدت أن التدريب مكلف وغير كافي ولا يواكب الموضة، وعندما حاولت الالتحاق بالمؤسسات الأكاديمية، قيل لها إنها صغيرة جدًا. لذا، ظلت الخياطة هواية.

 

بسنت ناصر تعرض قطعة من الملابس التي صممتها في المشغل.
صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/انجي أمين

 

لم يكن عمرها سوى 19 عامًا عندما التحقت ناصر بالتدريبات المهنية المجانية المتاحة بالمشغل والتي قدمتها هيئة كير الدولية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في القاهرة، حيث وجدت بسنت "بذور الأمل" لتحقيق حلمها.

وتتذكر قائلة: "طرت من الفرحة لما عرفت أني أخيراً هتعلم التصميم والخياطة".

تعلمت ناصر الخياطة، ورسم التصميمات، والنسج، واستخدام آلات الخياطة. كما تعلمت استخدام الإنترنت للبحث عن تصميمات الأزياء، بالإضافة إلى مهارات التسويق والتواصل والتفاوض وتطوير الأعمال ومهارات ريادة الأعمال. بحلول نهاية التدريب والذي استمر لمدة ستة أشهر، تلقت بسنت ماكينة خياطة ذات تقنية عالية نظراً لعملها الممتاز."في البداية، كنت بخاف أقرب من ماكينة الخياطة. لكن دلوقتي، أنا بحب تصميماتي وبخيط لنفسي ولكتير من اقاربي"، قالت ناصر، ضاحكة. "لأول مرة في حياتي، أحس أن عندي طاقة إيجابية وهدف في الحياة." اليوم، يتم الاستعانة بالمصرية البالغة من العمر 22 عامًا من قبل إدارة المشغل للعمل على طلبات الشراء، مما يوفر لها دخل يساعدها في تمويل دراستها. تقول بفخر: "أنا صاحبة حلمي.. خليك وراء حلمك.. مهما أي حد حاول يحبطك!" 

فوزية أشرف تزين مانيكان بإحدى إبداعاتها.
صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ندى إسماعيل

فوزية أشرف، أم مصرية لطفلين وربة منزل، لم تستطع العثور على وظيفة مرنة تسمح لها بالعمل من المنزل. بعد تعلم صنع الفسيفساء والتطريز والإكسسوارات من خلال المشغل، قررت التخصص في صنع الإكسسوارات مثل الأحزمة والأوشحة والمجوهرات. وتقول: "أول لما بخلص أسورة أو أي أكسسوار، ببقى مبسوطة وفخورة لأن كل تعب الشغل والوقت طلع قطعة جميلة". 

تبيع أشرف إكسسواراتها على صفحة المشغل على فيسبوك أو WhatsApp أو من خلال الأصدقاء.بدأت مشرفتها، منال محيي الدين، في ورش العمل في عام 2018، بعد أن فرت من منزلها في سوريا قبل خمس سنوات. عندما وصلت إلى القاهرة، كانت في حاجة ماسة إلى العمل، أحالتها المفوضية إلى هيئة كير الدولية، التي أمنت لها وظيفة توجيه النساء إلى المكان الصديقة للمرأة من خلال اتصالاتها الشخصية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي. 

تقول محيي الدين: "قبل الانضمام إلى المشغل كنت خجولة جداً ومكنتش بعرف إزاى أتعامل مع الناس على المستوى المهني". "ومع ذلك، بعد انضمامي إلى المشغل وأخذ تدريبات كتيرة، بدأت في تطوير مهاراتي الشخصية وكمان مهاراتي في التعامل مع الاخرين، بقيت أحس أني قوية."

توضح مي طارق، المشرف الميداني في هيئة كير الدولية - مصر، أن الدورات التدريبية تشمل المهارات الشخصية مثل كيفية التواصل مع الناس. تعمل هيئة كير الدولية أيضًا على تنظيم البازارات و [إقامة] شراكات لعرض و [بيع] منتجات النساء.

وتضيف محيي الدين: "أسعد لحظاتي هي لما بشوف منتجات نساء أخريات في المشغل بتتباع في بازارات مختلفة، ولما بشهد قمة سعادتهم وتمكينهم ورضاهم بعملهم".محيي الدين وناصر وأشرف هن من بين 500 امرأة مصرية وافدة تلقين تدريباً مهنياً وريادياً في المنطقة الصديقة للنساء والفتيات في المعادي التابعة لهيئة كير الدولية، وفي فرع المجلس القومي للمرأة في الهرم بين 2017 و2020.

ابتسام عبد الرحمن تقطع قطعة قماش أثناء ورشة عمل بالمشغل.
صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ندى إسماعيل

مثل الكثير من هؤلاء النساء، كانت ابتسام عبد الرحمن، 48 سنة، عاطلة عن العمل عندما سمعت عن تدريب المهني بالمشغل في 2017.

تقول ابتسام: "حياتي اتغيرت تماماً. دلوقتي عقلي وقلبي وكل حاجة في الخياطة".

يأتي المشغل في إطار "مشروع التمكين الاقتصادي للمرأة الوافدة والمرأة المصرية" الذي يهدف إلى دعم النساء الوافدات والمصريات من خلال بناء القدرات والتدريب المهني والحصول على الخدمات المالية.  المشروع ممول من قبل حكومة اليابان ويتم تنفيذه من قبل المجلس القومي للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة وهيئة كير الدولية - مصر