لقطات من مصر بعدستها

تجوب دعاء عادل، البالغة من العمر 36 عامًا، الشوارع وبيدها الكاميرا لتلتقط صورًا للحياة كما تراها.

تشرح دعاء بشغف سبب اتِّخاذها التصوير هواية: "تساعدنا الصور على التقاط اللحظة التي نعيشها وإمعان النظر إليها، فهي توثِّق التاريخ للأجيال المقبلة".

منذ أن تخرَّجتْ وحصلت على بكالوريوس الصحافة، شغلت دعاء عدة وظائف في مجال الإعلام؛ معدَّة أخبار ومديرة لوسائل التواصل الاجتماعي ومصورة صحفية، وعندما لاحظ زملاؤها وأصدقاؤها موهبتها وعينها اللماحة للتصوير، شجَّعوها على اتِّباع شغفها.

وتضيف دعاء: "اشتريت أول كاميرا لي وبدأت تصوير الشوارع، ما ساعدني على مقابلة كثير من الأشخاص الرائعين ومعرفة قصصهم وحياتهم، وفي كل مرة كنت أبدأ فيها جلسة تصوير أُنهي يومي بحفنة من الطاقة الإيجابية".

وتتابع: "وعلى الرغم من حبي لهوايتي، كنت مترددة في أن أصبح مصورة محترفة، ورفضت فُرص عمل حرة عديدة خوفًا من تقديم أعمال بجودة لا ترضي العميل".

وعندما أعلنت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن فرص تدريب التصوير الفوتوغرافي، وجدتْ دعاء كثيرين يشاركون معها ذلك المنشور ويشجِّعونها على التقديم.

تقول دعاء: "في أثناء التدريب وجدتُ دعمًا وتحفيزًا من المدربين، على عكس أي ورشة عمل أخرى حضرتها، بل إنهم يدعمونني للآن رغم انتهاء التدريب".

في أثناء التدريب تعلَّمتْ دعاء أساليب مختلفة للتصوير؛ كالتصوير الداخلي وتصوير المنتجات، ومع تحلِّيها بالمهارات الجديدة والثقة، أصبحتْ مصورة حرة محترفة ومتخصصة في تصوير الفاعليات والمؤتمرات الكبرى، كما تخطط للتعاون مع الشركات الخاصة لتصوير منتجاتهم.

وأكَّدت دعاء: "تعلمتُ من خلال التدريب أهم درس لي وهو أنه من الجيد ارتكاب الأخطاء لأنها الطريقة الوحيدة للتعلّم والتطوير، وبهذا اكتسبتُ الثقة في نفسي وفي عملي".

وتضيف دعاء: "تجربتي مع التدريب لم تتوقف على التصوير فقط، فقد عملت أيضًا مع فريق على إنتاج فيلم وثائقي، ما وسَّع أفقي وزوَّدني بخبرة كبيرة وبالتأكيد أثرى سيرتي الذاتية وساعدني على توسيع شبكة عملائي".

دعاء تحلم بأخذ خطوات أكثر قوة في مجال التصوير لتوثيق تاريخ مصر

وتختم : "أحلم بإقامة معرضي الخاص يومًا ما، لأعرض صورًا لمصر توثِّق العصر الذي نعيشه للأجيال المقبلة".

تدريب التصوير الفوتوغرافي الذي شاركت فيه دعاء واحد من ضمن مجموعة تدريبات حول المجالات الإبداعية قدمتها شركة أراسكوب للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع جمعية الفن للتنمية (MADEV)، تشمل الإخراج، كتابة السيناريو، كتابة الإعلانات، الإخراج الفني والمونتاج والتلوين السينمائي.

يأتي هذا النشاط تحت إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين"، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة المصرية، بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

ومن خلال هذا النشاط، حصلت 100 امرأة على فرص تدريب، وشاركت فرق مختارة مكوَّنة من 30 متدربة في مسابقة للأفلام الوثائقية، أسفرت عن ثلاثة أفلام وثائقية تركّز على قصص مجتمعية صوَّرتها عيون السيدات، حيث تشارك هذه الأفلام في الدورة المقبلة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.