كلمات من فرح رجب: "لقد شعرت بسعادة غامرة لأنني تمكنت أخيرًا من بدأ مسيرتي المهنية التي طال انتظارها".
التاريخ:
بعد سنواتٍ من الاجتهاد والدراسة والسهر حتى ساعاتٍ متأخرة من الليل، تخرَّجتْ فرح رجب -28 عامًا- في طب الأسنان، مُفعمةً بالحماس لبدء مسيرتها المهنية الواعدة، لكنها فُوجئت بأن العثور على عمل مناسب كان أكثر صعوبة مما توقعتْ، وبعد عديد من محاولات التوظيف غير الناجحة، قرَّرت الانضمام إلى تدريب "قوتهاFEMpower " التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، أملًا في وضع حياتها المهنية على المسار الصحيح.

"بعد تخرجي في كلية طب الأسنان بجامعة الإسكندرية، تخيّلت أن حياتي المهنية سوف تسير بسلاسة. كنت أتوقع أن أكمل تكليفي الطبي في مستشفى عام فيما أعمل في الوقت نفسه بعيادة أسنان خاصة، لكن لم تسر الأمور كما توقعتْ، إذ مضت سنوات من التقديم على وظائف في عيادات الأسنان الخاصة دون حصولي على فرصة ملائمة مما ملأني خوفًا من المستقبل وجعلني في لحظة أتوقف عن ذلك تمامًا!
وفي هذه المرحلة الصعبة بدأتْ الشكوك تزداد بداخلي حتى شككتُ في قدرتي على ممارسة مهنة طب الأسنان، وكان ذلك حين صادفت تدريب "قوتهاFEMpower " الذي كان له أكبر الأثر في تغيير تفكيري ووضع منهج واضح ومدروس لمسيرتي المهنية.
لقد علّمني التدريب أن الرفض جزء طبيعي ومتوقع من رحلة البحث عن عمل، وأصبح واضحًا أن صقل مهاراتي الشخصية أمر ضروري لتعزيز خبراتي التقنية، وبتوجيه من التدريب، أعدتُ صياغة سيرتي الذاتية لتشمل جميع خبراتي السابقة بطريقة احترافية ومنظمة، كما زودني بمهارات لا غنى عنها في إجراء مقابلات العمل، فعلَّمني كيفية التحدّث بثقة وعرض مؤهلاتي جيدًا.
بالإضافة إلى ذلك منحني التدريب المعرفة اللازمة لاستخدام منصة "ليكند إن" بشكل فعّال لإنشاء ملف شخصي احترافي ساعدني على بناء شبكة علاقات مع معارفي في المجال، والاطلاع على أحدث التطورات في طب الأسنان ما مكنني من وضع أساس قوي لتغيير حياتي المهنية.
ومزودة بهذه المهارات الجديدة رحتُ أبحث عن وظائف طب الأسنان على موقع "لينكد إن"، حتى عثرتُ على وظيفة شاغرة في عيادة محلية، وبالفعل قدمتُ سيرتي الذاتية -التي لفتت انتباههم- فدعوني لإجراء مقابلة اجتزتها بنجاح. لقد شعرت بسعادة غامرة لأنني تمكنت أخيرًا من بدء مشواري العملي الذي طال انتظاره.
كما عرّفني بحثي واطلاعي على موقع "لينكد إن" إلى مجال جديد ومتقدّم يسمى طب الأسنان التجديدي، والذي جذب انتباهي لأنه مختلف تمامًا عن العمل الذي اعتدته، وبكل حماس، غامرت بالتقدم لدراسة الماجستير فيه وأكملتُ للتو الفصل الدراسي الأول. أشعر بفخر كبير لتحقيق هذا الإنجاز والخروج من مساحتي الآمنة إلى مجال جديد تمامًا. لقد منحتني دراسة الماجستير الفرصة للتعاون مع الطلاب والأساتذة المحليين والدوليين واكتساب خبرة غالية إذ يجري تنسيق معظم دراستنا مع جامعات في الخارج.
كذلك زودني تدريب "قوتهاFEMpower “ بمجموعة واسعة من المهارات المهنية التي كانت مفيدة للغاية خلال دراسات الماجستير، مثل صياغة البريد الإلكتروني بشكل منظم ولغة احترافية، وكذا مهارات العرض التقديمي التي كانت نقطة ضعف لدي! إذ تعلمتُ الركائز الرئيسية لإنشاء عرض تقديمي جيّد، بما في ذلك تنظيم المحتوى، وإضفاء الجاذبية عليه، والانتباه إلى لغة الجسد وكذلك إشراك الجمهور، مما حسّن أدائي بشكل كبير.
وفي الوقت الحاليّ أنوي التفوق في دراسة الماجستير واكتساب معرفة متعمقة بهذا المجال الناشئ، ثم مواصلة دراسة الدكتوراه في الخارج، قبل أن أؤسس عملي الخاص، وأنا على يقين من أن هذه الرحلة الأكاديمية ستكون حافزًا لتقدّمي المهني بشكل كبير، فمن خلال تجربتي، تعلمت درسًا بالغ الأهمية: النجاح يعتمد على تحديد أهداف واضحة، ووضع خطة عملية وتنفيذها، ومن خلال خطوات صغيرة إلى الأمام باستمرار، اكتسبت شعورًا قويًا بالثقة في النفس وزادت قوة تحملي، وهذه العقلية هي التي ستمكنني من التغلب على التحديات وتجاهل أي شك قد أشعر به".
نظَّم تدريب "قوتهاFEMpower " وقدمهiSpark Egypt و iCareer بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر. ويندرج هذا النشاط ضمن برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر" الذي تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ووزارة العمل والمجلس القومي للمرأة، بدعمٍ من الوكالة الكورية للتعاون الدولي.