كلمات من شيماء منير: أومن بإمكانيات المصوِّرات وقوتهنّ

التاريخ:

تتمتَّع شيماء منير بخبرة 12 عامًا كمصوّرة محترفة، ولا تزال ترغب في معرفة مزيد عن هذا المجال، وتسعى المصورة -البالغة من العمر 32 عامًا- دائمًا إلى تطوير مهاراتها لتحقيق ما تحلم به من المساعدة على تمكين المصورات المصريات، ورأت شيماء أن تدريب التصوير الفوتوغرافي التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة سوف يساعدها على تنفيذ ذلك.

Shimaa Mouneer
شيماء منير، إحدى المشاركات في تدريب التصوير الفوتوغرافي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خلال إحدى جولاتها في القاهرة عام 2023. صورة: بإذن من شيماء منير.

   

"مع حصولي على درجة البكالوريوس في مجال الصحافة، بدأت حياتي المهنية مصورةً محترفة ومصورة فيديو في مجال الصحافة، وكنت فخورًا برؤية أعمالي التي تعرضها عديد من وكالات الأخبار المحلية.

لكن مع مرور الوقت وجدت أن التصوير الصحفي لم يُتح لي الاستقرار والدخل المادي الذي أحتاج إليه، فبدأت تأسيس عملي الحر لتقديم جلسات تصوير للأشخاص والأفراح والأزياء.

ورغم عملي في هذا المجال عدة سنوات، فقد آمنت بأنني أستطيع دائمًا تعلم أشياء جديدة وإثراء مهاراتي، لذا كنت مهتمة للغاية بالتقديم في تدريب التصوير الفوتوغرافي التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

في هذا الوقت، كنت قد بدأت للتو استكشاف مجال تصوير الطعام، والاهتمام بتصوير الجماد بدلًا من البشر، وجاء التدريب في الوقت المثالي لمساعدتي على اتخاذ خطواتي الأولى في الاتجاه الصحيح.

وخلال التدريب تعلمت المهارات الفنية التي أحتاج إليها لتصوير الطعام وفهم هذا المجال الواسع، بالإضافة إلى ذلك، وبمساعدة المدربين، كوَّنت استوديو متنقلًا مزودًا بجميع المعدات اللازمة للمهمة، ولم يساعدني التدريب فقط على أن أصبح مصورة للطعام لكن منسقة طعام أيضًا إذ تعلمت أن هذا يمكن أن يعزز مهاراتي ويساعدني على التقاط صور رائعة.

وكان مشروع تخرجي في التدريب جلسة تصوير لمطعم سمك بمصر، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أخوض فيها مثل هذه التجربة، والتي وجدتها مثيرة للغاية، والآن أتواصل مع وكالات التسويق للوصول إلى مزيد من العملاء، حتى إنني أطلقت مدونتي الخاصة التي أنشر صوري عليها لتوسيع دائرتي، أنا فخور للغاية بجني بعض العوائد المالية من عملي ومتأكدة أن هذا سيزداد بمرور الوقت.

وبالإضافة إلى تعلّم نوع جديد من التصوير، كان التدريب أيضًا فرصة رائعة لتحديث معلوماتي عن التصوير، خاصة في العمل مع الإضاءة من ناحية ضبط المعدات والزوايا الصحيحة لاستخدامها.

ورغم أنني قدمت فقط على تدريب التصوير فقد ترشَّحت للحصول على تدريب الإخراج السينمائي -لأكون ضمن الفريق المشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي- الذي نُظم عند نهاية البرنامج التدريبي. هذه التجربة وسَّعت أفقي بشكل كبير إذ كانت أول مرة أُخرِج فيلمًا وثائقيًا وأعمل ضمن فريق. تعلّمت أهمية التخطيط الكبيرة وإعداد كل شيء لجلسة التصوير وكنت سعيدة وفخورًا جدًا برؤية الفيلم الذي عملت عليه يشاهده الجمهور ويستمتع به.

تمكنتُ أيضًا من الحصول على فرصة تدريب لمدة شهر في الإخراج مع إحدى شركات إنتاج الأفلام، وكانت تجربة رائعة تمكنت خلالها من حضور جلسات تصوير الأفلام في الموقع، وتعلمت كثيرًا عن صناعة الأفلام ودور المخرج، كما أتيحت لي فرصة العمل في المونتاج، وهي تجربة أخرى جديدة بالنسبة لي ومثمرة للغاية.

والآن أتذكر، على مرّ السنين، عندما كنت أحتاج إلى الدعم الفني والمهني لم أكن أجده دائمًا، لكن مع التدريب أصبحتْ لدي الآن مجموعة تدعمني ويمكنني الرجوع إليها عندما أحتاج إلى أي مساعدة، ورأيت عديدًا من النساء الأخريات في مهنتي يعانين الشيء نفسه، ولأنني أومن بإمكانيات المصورات وقوتهن، أنشأتُ شبكة -من خلال وسائل التواصل الاجتماعي- للمصورات الفوتوغرافيا ومصورات الفيديو في مصر، ليمكننا تقديم الدعم لبعضنا وتكوين منصة للتواصل المهني.

وفي الوقت الحاليّ أحلم بتنمية هذه الشبكة لأتمكن من تأسيس وكالة بث دولية تجمع جميع مصورات الفوتوغرافيا ومصورات الفيديو المصريات تحت مؤسسة واحدة تتيح لهم الدعم الفني والمهني الذي يحتاجون إليه للتفوق، وللعمل معًا لإنتاج محتوى يركز على مواضيع تمسّنا كالقضايا الاجتماعية والاقتصاد والأخبار الآنية، وغيرها. تقوم رؤيتي على بدء إنتاج هذا المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتوسّع فيه تدريجيًا لنتمكن يومًا من تغطية جميع قنوات التواصل؛ كالإنترنت والتليفزيون والراديو، ومن يدري، ربما يمكننا أن ننمو لننافس أكبر وكالات الأنباء العالمية يومًا ما.

***

تدريب التصوير الفوتوغرافي الذي شاركت فيه شيماء واحد من ضمن مجموعة تدريبات حول المجالات الإبداعية قدمتها شركة أراسكوب للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع جمعية الفن للتنمية (MADEV)، تشمل الإخراج، كتابة السيناريو، كتابة الإعلانات، الإخراج الفني والمونتاج والتلوين السينمائي.

يأتي هذا النشاط تحت إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين" والذي تم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة المصرية، بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

ومن خلال هذا النشاط، حصلت 100 امرأة على فرص تدريب، وشاركت فرق مختارة مكونة من 30 متدربة في مسابقة للأفلام الوثائقية أسفرت عن ثلاثة أفلام وثائقية تركز على قصص مجتمعية صوَّرتها عيون السيدات، حيث تشارك هذه الأفلام الوثائقية في الدورة المقبلة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.