من موقعي هذا: حصول فيلمنا على المركز الثاني في مسابقة الأفلام الوثائقية منحني الأمل والثقة أن شغفي قد يصبح وظيفتي

التاريخ:

لشغفها بصناعة الأفلام، كانت أسماء محمد، البالغة من العمر 26 عامًا، تسعى للالتحاق بالمعهد العالي للسينما، لكن لسوء الحظ لم تجتز اختبار القبول، ومع ذلك لم تتوقف عن ملاحقة حلمها.

بدأت أسماء المشاركة في مشاريع العمل الحر للفيديو وإنتاج الأفلام الوثائقية إلى جانب عملها الدائم بوكالة تسويقية، كما عملت على تطوير

مهاراتها من خلال تعليم نفسها بنفسها والمشاركة في الدورات التدريبية وورش العمل المتعلّقة بالمجال

وكان أحد البرامج التدريبية التي التحقتْ بها أسماء، تدريب كتابة السيناريو التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الذي عرفته من خلال إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي.

Asmaa Mohamed
أسماء محمد، إحدى المشاركات في تدريب كتابة السيناريو التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة الذي أقيم في 2022. صورة: بإذن من أسماء محمد.

"كنتُ حريصة دائمًا على تعلّم مختلف جوانب التصوير السينمائي. حضرتُ عديدًا من الدورات التدريبية كالتصوير الفوتوغرافي وتصوير الفيديو وكتابة المحتوى، ورغم أن هذه الدورات التدريبية كانت غالية جدًا، لم أستفد منها كثيرًا، إذ كانوا يركّزون على المحتوى النظري فقط، دون التدريب العملي الذي يساعدنا على تطبيق ما تعلّمناه.

لكن عندما شاركتُ في تدريب كتابة السيناريو الذي قدَّمته هيئة الأمم المتحدة للمرأة مجانًا، كنت سعيدة بالجانب العملي فيه، فهو ما كنت أبحث عنه لتطويري مهنيًا، وأعتقد أن هذا سبب تفوقي ونجاحي آخر التدريب في كتابة سيناريوهين جيدين، وبالإضافة إلى ذلك، كنت بغاية السعادة لمعرفة أنني إحدى المشاركات المميزات اللائي وقع عليهنّ الاختيار للمشاركة في مسابقة للأفلام الوثائقية ضمن برنامج التدريب، ما أثرى تجربتي للغاية.

ومن خلال المشاركة في المسابقة تعلمت جوانب عدّة متعلقة بمجال صناعة الأفلام -بعيدًا عن كتابة السيناريو- مثل إجراءات مرحلة ما قبل الإنتاج، بما في ذلك تحديد الميزانية وإصدار تصاريح التصوير واختيار الممثلين/ات، بالإضافة إلى معرفة مزيد عن إعدادات الكاميرا والإضاءة والإخراج والمونتاج.

وكانتْ لحظة عظيمة عندما فزتُ بالمركز الثاني في المسابقة. كنت فخورًا جدًا أنني -بخبرتي وأدواتي المحدودة- تمكَّنت من إنتاج فيلم وثائقي رائع، ما أعطاني الأمل والثقة في أن شغفي قد يصبح وظيفتي. يمكنني القول بكل ثقة إنني الآن كفء لإنتاج الفيديو، وعلى دراية تامة بما يتطلبه ذلك.

وأحد أهم الأشياء التي اكتسبتُها خلال هذا التدريب، تكوين شبكة قوية من المهنيين والمعلمين الداعمين والأصدقاء من المتدربات، وإلى الآن نشارك فُرصَ التدريب والعمل، ويشجّع بعضُنا بعضًا على تطوير عملنا عبر إنتاج محتويات مختلفة مثل الأفلام والأفلام الوثائقية، ومهما واجهتُ من مشكلات تقنية صعبة يمكنني التواصل مع زميلاتي المتدربات بسهولة لمنحي النصيحة والمساعدة بكل إخلاص.

وسوف أستمر في إنتاج الأفلام والأفلام الوثائقية وتحسين مهاراتي في كتابة السيناريو وتعلم مزيد عن مجال السينما لأحقق حلمي بإنتاج فيلم موسيقي".

***

تدريب كتابة السيناريو الذي شاركتْ فيه أسماء واحد من ضمن تدريبات حول المجالات الإبداعية قدمتها شركة أراسكوب للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع جمعية الفن للتنمية (MADEV)، تشمل الإخراج، التصوير الفوتوغرافي، كتابة الإعلانات، الإخراج الفني والمونتاج والتلوين السينمائي.

يأتي هذا النشاط تحت إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين"، والذي تم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة المصرية، بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

ومن خلال هذا النشاط، حصلت 100 امرأة على فرص تدريب، وشاركت فرق مختارة مكونة من 30 متدربة في مسابقة للأفلام الوثائقية، ما أسفر عن ثلاثة أفلام وثائقية تركّز على قصص مجتمعية صوَّرتها عيون السيدات، حيث تشارك هذه الأفلام الوثائقية في الدورة المقبلة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.

 

وتُظهر قصة أسماء كيف ساعد البرنامج على إتاحة فرص التعلم وشبكة مهنية قوية للنساء، لتسهيل تطوّرهن الوظيفي وتقليل نسب الشباب غير الملتحقين بالعمل أو التعليم أو التدريب، ويرتبط ذلك بطريقة مباشرة بتحقيق هدف التنمية المستدامة 5: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات وأيضًا هدف التنمية المستدامة 8: تعزيز النمو الاقتصادي المطّرد والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع.