من موقعي هذا: "لأول مرة في حياتي أصبح مستقلة ماديًا".

التاريخ:

منى ممدوح، البالغة من العمر 35 عامًا، حلمت طويلًا بالعمل في مجال الإعلام، فكانت تقرأ دائمًا عن هذا المجال وتستكشف فُرصها لوظيفة ثابتة، لكنها واجهت تحدياتٍ وصعوبات عديدة لتحقيق ذلك، حتى التحقت بتدريب هيئة الأمم المتحدة للمرأة للمونتاج والتلوين السينمائي.

Mona Mamdouh
منى تعمل على مونتاج فيديو في مكتبها بشركة الإعلام التي التحقت بها بعد الانتهاء من تدريب المونتاج والتلوين السينمائي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في 2022. صورة بإذن من منى ممدوح

"عندما تخرَّجتُ في كلية الفنون الجميلة، كنتُ حريصة على تعلم كل شيء عن مجال الإعلام. التحقت بورش عمل للتصوير وكتابة السيناريو والمونتاج، ورغم ذلك لم أتمكن من الحصول على الوظيفة التي أحلم بها.

وكانت الفرص أكثر صعوبة بعد انتقالي مع زوجي إلى المملكة العربية السعودية والبقاء هناك ست سنوات، بالكاد تمكنتُ من الحصول على عدد قليل من الوظائف الحرّة في السعودية، وكان الحصول على وظيفة ثابتة صعبًا للغاية، خاصة مع خبرتي المهنية المحدودة بالخارج.

وصادفتُ فرصة تدريب المونتاج والتلوين السينمائي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي كان بمثابة نقطة تحوّل حقيقية في حياتي، فقد عدتُ إلى مصر خصيصًا لحضور التدريب. كنت متشوقة جدًا ومتفائلة وحريصة على اكتساب كل المعلومات.

كان التدريب مختلفًا عن أي ورشة عمل حضرتها من قبل، فالمدربون كانوا يستثمرون فينا، وأتيحتْ لنا الفرصة للتعلم على يد محترفين حقيقيين في المجال، كما قدَّموا لنا فرص تدريب فتحت أمامنا أفقًا أكبر.

أشعر أخيرًا بأن حياتي تمضي في المسار الصحيح، وبعد الانتهاء من التدريب، دُعيت للعمل محرّرة فيديو في إحدى شركات الإعلام الكبرى بمصر، وذلك حين شعرتُ بأن التدريب الذي حضرته كان المقصود منه إعدادي وتزويدي بالأدوات الصحيحة والمهارات المطلوبة لهذه الوظيفة، فذهبت للعمل وأنا أشعر بالثقة والأمل أنني سأنجح. حقيقة لا أستطيع أن أصف مدى الفخر والسعادة اللتين أشعر بهما الآن عندما أشاهد أعمالي تُبث على شاشة التليفزيون، إنه شعور لا مثيل له، وأصبحت أكثر فخرًا عندما علمت أنني واحدة من أربع سيدات في شركة الإعلام بأكملها. من وجهة نظري المرأة قادرة على تلبية كل ما تتطلبه هذه الوظيفة الصعبة.

والأكثر أهمية من هذا أنني -في عمر الـ35- أصبحتُ مستقلة ماديًا لأول مرة في حياتي، ولدي دخلي الخاص من وظيفة أحبها، وأتحكم في كيفية إنفاقه، وسعيدة كوني قادرة على شراء هدايا لزوجي من مالي الخاص، لأنه كان داعمًا جدًا لي، وهذه فرصتي لأُظهِر له كم أنا ممتنة لكل ما بذله من أجلي.

والآن بعد أن عملتُ في شركة كبيرة، أشعر أن مزيدًا من الفُرص ستتاح لي، وأريد صعود السلم الوظيفي والعمل بشركة عالمية، كما أريد التعمق أكثر في الأفلام وصناعة السينما، وأن أصبح متخصصة في التلوين السينمائي، وكخطوة تكميلية، أنا أيضًا مهتمة ببدء اكتشاف المزيد عن الإخراج، وأطمح في أن يأتي اليوم الذي أقود فيه مشاريع وفرق عمل كاملة. وأقول دائمًا إن كل ما حققته مهنيًا، وكل ما سأحققه مستقبلًا، بدأ بهذا التدريب.

تدريب المونتاج والتلوين السينمائي الذي شاركت فيه منى واحد من ضمن مجموعة تدريبات حول المجالات إبداعية قدَّمتها شركة أراسكوب للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع جمعية الفن للتنمية (MADEV)، تشمل الإخراج، كتابة السيناريو، كتابة الإعلانات، الإخراج الفني، التصوير الفوتوغرافي.

يأتي هذا النشاط تحت إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين"، والذي تم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة المصرية، بدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

ومن خلال هذا النشاط، حصلت 100 امرأة على فرص تدريب، وشاركت فرق مختارة مكونة من 30 متدربة في مسابقة للأفلام الوثائقية، أسفرت عن ثلاثة أفلام وثائقية تركّز على قصص مجتمعية صوَّرتها عيون السيدات، حيث تشارك هذه الأفلام الوثائقية في الدورة المقبلة لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.

 

               


تُظهر قصة منى تأثير جهود البرنامج في دعم فرص التعلم والتطوير الوظيفي للنساء وتحقيق المساواة بين الجنسين في المجالات الإبداعية. ويرتبط ذلك بطريقة مباشرة بتحقيق هدف التنمية المستدامة 5تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات، وأيضًا هدف التنمية المستدامة 8تعزيز النمو الاقتصادي المطّرد والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع