وصول بائعو السوق إلى تجار الجملة، يعزز دخلهم في سوق يتسم بالاتساع والسلامة
التاريخ:
عند دخولك سوق زنين الذي تم تطويره حديثًا في وسط محافظة الجيزة، ستجد أقمشة وأكشاكًا مرتبة بعناية مليئة بمجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الطازجة. يختلف المظهر الهيكلي للسوق وطريقة عرض المنتجات عن الأسواق الأخرى المنظمة بشكل عشوائي بالمسارات الضيقة التي تتسم بالإزدحام.
قبل تطويره، كان سوق زنين يفتقر إلى الأمان وصعوبة تمييزه كسوق من قبل المارة، حتى قامت هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ومحافظة الجيزة لاستعادة وتحديث مساحة السوق من خلال إعادة تصميمه باستخدام نهج تشاركي يُراعى اعتبارات النوع الاجتماعي، لتوفير بيئة عمل آمنة ولائقة للنساء، اللواتي يمثلن 65 في المئة من إجمالي عدد بالبائعين بسوق زنين.
منذ افتتاحه الرسمي في أكتوبر 2019، كانت إحدى التحديات الرئيسية التي تواجه بائعات الفاكهة والخضروات بالسوق هي القدرة على شراء منتجاتهن بكميات كبيرة وبأسعار مخفضة، مما أدى إلى انخفاض الدخل الشهري. لمعالجة هذه المشكلة، تعاونت هيئة الأمم المتحدة للمرأة مع شركتين مصريتين للأعمال التجارية الزراعية - شركة دالتكس وشركة البستانية للتنمية الزراعية – بلو نايل لتمكين البائعات اقتصاديًا.
في مارس، حصلت كل بائعة/بائع على 350 كجم من المخزون المجاني لمجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات بهدف: المساعدة في زيادة دخل البائعات/البائعين و تحسين قدرتهم المالية من خلال استخدام أرباح مبيعات المخزون المجاني لإعادة التخزين عن طريق شراء المنتجات المستقبلية من تجار الجملة بأسعار مخفضة.
تعلمت البائعات أيضًا كيفية حساب رأس المال والربح الخاص بهم، واستخدام الربح لتيسيير عملهم عن طريق شراء منتجات جديدة من سوق الجملة ومن دالتكس. ومنذ ذلك الحين، زاد الدخل الشهري للبائعة بالفعل بنحو 500 جنيه مصري بالإضافة إلى امتلاكها لرأس مال خاص بها.
"الأول كنا بنجيب الحاجة غالية من سوق صفط،" تشرح جنات، إحدى البائعات بسوق زنين. "من يوم ما بدأنا نجيب من سوق (الجملة) 6 أكتوبر، الوضع اتحسن ودلوقتي معانا رأس مال نقدر نشتغل بيه والدخل بقى كويس."
إن ربط النساء بسوق الجملة وشركات الأعمال الزراعية خطوة أساسية للسماح لهن بمواصلة عملهم مع تعزيز دخولهن الشهرية ومستوى معيشتهن ، الأمر الذي أثر بشكل إيجابي على أسر بأكملها.
"أحنا أستفدنا بالخضار اللي جالنا (من شركتين للأعمال التجارية الزراعية)، و معانا رأس مال وبقيت أشتري بيه خضار تاني وأبيع وأشيل المكسب وده ساعدني كتير أوي،" شرحت صباح، بائعة أخرى بسوق زنين.
وسط تفشي كوفيد-19، يمثل السوق مصدراً هاماً للأمن الاقتصادي للبائعات في وقت لا يتمكن فيه الكثيرون من مواصلة عملهم. كما أنه يساهم في ضمان الأمن الغذائي المحلي في وقت تواجه فيه سلاسل الإنتاج الغذائي العالمية اضطراب. نظرًا لانتشار جائحة كوفيد-19، تراقب هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن كثب الوضع في السوق وتنسق مع محافظة الجيزة والمجلس القومي للمرأة لمعالجة أي تحديات ذات صلة يمكن أن تؤثر سلبًا على البائعات. ومع ذلك، فإن الإجماع هو أن إعادة تصميم السوق جعلته الآن خيارًا أكثر أمانًا بالتأكيد.
بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، شمل تطوير السوق ضمان وجود تهوية مناسبة في السوق والتخلص من النفايات بطرق سليمة، بالإضافة إلى ضمان وجود مرافق الإضاءة والمياه الجارية والكهرباء والصرف الصحي. سمحت هذه التغييرات بجعل السوق من أكثر الأماكن المفتوحة الصحية لشراء المنتجات المحلية الطازجة في المنطقة. كما تم توسيع مساحة السوق، مما ضاعف المساحة المتاحة للمتسوقين/المتسوقات - وهو تغيير مهم في ضوء الحاجة إلى التباعد الاجتماعي.