من موقعي هذا: "سأثبت للجميع ولنفسي أنني لن أقوم فقط بأداء الوظيفة ولكنني سوف أتفوق فيها"
التاريخ:
منة رمضان، 18عام، طالبة في السنة الثالثة في مدرسة الورديان الثانوية الصناعية للبنات في الإسكندرية وواحدة من بين 150 من فنيين وفنيات المستقبل و40 معلم ومعلمة يستفيدون من مبادرة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﺪرﻳﺐ اﻟﻤﻬﻨﻲ للفتيات التي يقوم بتنفيذها المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية. تدعم هيئة الأمم المتحدة للمرأة تلك المبادرة في إطار برنامجها المشترك مع منظمة العمل الدولية بعنوان "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين " الذي تموله الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي.
"عندما علمت أنه تم قبولي في قسم الصيانة الكهربائية [بالمدرسة الثانوية الصناعية]، بكيت كطفل رضيع لأن هذا القسم لم يكن خياري الأول. تعرضت أيضاً لبعض المضايقات من قبل عائلتي الممتدة لأنهم كانوا يرون أن طلاب المدارس الصناعية غير أذكياء. كثيراً ما كنت أسمع كلام مثل "تعليمك عديم الفائدة، وأنني "يجب أن أتزوج وأبقى في المنزل". وتزداد السخرية أيضاً عندما يعلم أحدهم أنني في قسم الصيانة الكهربائية. كانوا يقولون على الفور: "سوف نتصل بك لإصلاح مصابيحنا". أنا متأكدة من أنهم لم يقصدوا مضايقتي أبداً وأنهم كانوا فقط يمزحون، لكن ذلك المزاح لم يكن مضحكاً. شعرت بالإحباط وتمنيت أن أغير القسم. لكن هذا الشعور لم يدم طويلا.
عندما جاء المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية إلى فصلنا لأول مرة، كانت تلك نقطة تحول بالنسبة لي. عدت إلى المنزل في ذلك اليوم وأخبرت والديّ بفخر أنني سأحظى بمستقبل مشرق وأنني سأجد وظيفة لائقة ذات يوم. لم تأخذني عائلتي على محمل الجد، لكنني بدأت أقع في حب الكهرباء وأصبحت متشوقةً جدًا للتعرف على هذه الطاقة غير المرئية. من خلال المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية، حصلت على فرصة تدريب في ميناء الدخيلة حيث تم تدريبي في قسم الصيانة في أحد الشركات التجارية المرموقة التي تعمل في الميناء.
في البداية، رفض والدي ولم يكن يريدني أن أذهب وأعمل مع رجال في الميناء. ومع ذلك، لم أستسلم بسهولة. نجحت في إقناعه، وكان لي شرف أن أكون من أوائل الفتيات اللاتي تم تدريبهن في الميناء. كنت أخبر والديّ كل يوم بما فعلته، وبدأت أخيراً أرى الفخر في أعينهم. بدأوا في تشجيعي ودفعي لأكون فنيةً ممتازة وبالأخص والدتي التي كانت تدعمني وتقف بجانبي حتى عندما كان يضايقني أحدهم بالكلام كانت هى من يدافع عني، فقد كانت ومازالت فخورة بي. لدي يقين أن اختيار الله هو الأفضل دائماً وأن ثقتي بنفسي هي أهم من الاستماع إلى آراء الناس.
هذا العام، تم قبولي في تدريب ريادة الأعمال. لقد كانت واحدة من أفضل تجاربي منذ أن انضممت إلى المبادرة. فقد سمح لي التدريب بتحسين مهاراتي في التحدث أمام الجمهور والتحليل وأتيحت لي الفرصة لعرض فكرتي مع فريقي في غرفة التجارة الفرنسية أمام لجنة من الخبراء. في ذلك اليوم، كنت فخورةً جدًا بنفسي وبالفريق. عندما أتخرج، أريد أن أستمر في فعل ما أحبه. سأثبت للجميع ولنفسي أنني لن أقوم فقط بأداء الوظيفة ولكنني سوف أتفوق فيها. "
تسعى هيئة الأمم المتحدة للمرأة، من خلال برنامجها المشترك مع منظمة العمل الدولية وشركائها مثل المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة، إلى تمكين فنيات المستقبل مثل منة ومساعدتهن على الدخول في أسواق العمل التي يهيمن عليها الذكور. يقوم المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية بتنفيذ مبادرات تدريبية متنوعة تشمل برامج التدريب في الشركات والمؤسسات والتدريب على ريادة الأعمال، حيث تتعلم منة وزميلاتها تطوير أفكار المشاريع وكيفية تقديمها وتنفيذها. وقد عرضوا فكرتهم - "أفضل فني/توب تكنيشن"- وهي عبار عن فكرة تأسيس مؤسسة اجتماعية يقودها الشباب والشابات لدعم الفنيين الشباب والشابات في الانضمام إلى سوق العمل من خلال التدريب المهني - أمام مجموعة من الخبراء في غرفة التجارة الفرنسية. تساهم هذه الجهود في تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات وكذلك الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.