من موقعي هذا: "عملي ليس مهمًا بالنسبة لي فحسب، بل هو شريان الحياة لأكثر من 400 امرأة."
التاريخ:
كانت شروق عجاج -31 عامًا- تعرف أنها تاجرة ماهرة بالفطرة، منذ أن كانت فتاة صغيرة بضَفائر تبيع المقرمشات والحلوى في ملعب مدرستها، وحتى أصبحت تاجرة جملة كبيرة للملابس والمفروشات. وبدعمٍ من برنامج رابحة المشترك، تعمل الآن على تطوير تطبيقها الخاص "يلا جملة" للوصول إلى مزيد من العملاء وتوسيع أعمالها.
"التجارة تجري في دمي وأنا ماهرة فيها بالفطرة، أستمتع عندما أعقد صفقة، وأكسب مصدر رزقي بنفسي، وأشاهد عملائي وهم سعداء، في أثناء دراستي الجامعية، بدأت استكشافَ مجال ريادة الأعمال بإطلاق صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي لبيع الملابس بالجملة، ومن هنا بدأ شغفي.
ورغم أنني كنت ناجحة جدًا، لم يوافق والدي على عملي وكان يحاول دائمًا إيقافي، ثم تزوجت في سن صغيرة (18 عامًا) ولم يكن زوجي داعمًا لي أيضًا، كان والدي وزوجي يعتقدان أن دور المرأة الوحيد أن تكون ربة منزل وأمًا، ولكنني كنت مصرة على الاستمرار في العمل الذي أحبه، لدرجة أنني كنت ألجأ إلى إخفاء البضاعة حول منزلي وعند جارتي، وفي النهاية، استسلم زوجي ورأى أنه لا توجد طريقة لإقناعي بالكف عن اتباع شغفي.
إن عملي ليس مهمًا بالنسبة لي فحسب، بل هو شريان الحياة لأكثر من 400 امرأة -معظمهن من المطلقات والأرامل- اللاتي يشترين البضائع مني لإدارة مشاريعهن الخاصة وإعالة أطفالهن، لأنني أقدم لهن ما يحتجن إليه من البضاعة دون إلزامهن بحد أدنى من الطلب، وهذا أمر مهم للغاية بالنسبة إليهن، لأن معظم تجار الجملة لا يقبلون توريد كميات صغيرة، وفي الوقت نفسه معظم النساء ليست لديهن القدرة على طلب كميات كبير.
لهذا كنت في حاجة إلى التأكد من أن عملي سيستمر في النمو لمساعدة هؤلاء السيدات، لذا انضممتُ إلى برنامج رابحة المشترك، وكان هذا أفضل قرار اتخذته على الإطلاق، لأن التدريبات التي تلقيناها كانت شاملة للغاية وسهلة الفهم، ما مثَّل مساعدة كبيرة لشخص مثلي دون أي خلفية تعليمية في مجال الأعمال. كان المدربون مهتمين باحتياجاتي وسرعان ما قدَّموا لي الدعم اللازم، سواء من خلال مشاركة المواد الدراسية أو تنظيم جلسة استشارية مخصصة لي مع خبير للحصول على مزيد من التوجيه.
ومن خلال البرنامج تعرَّفت -لأول مرة- إلى فكرة إدارة سلسلة التوريد والذي يعدُّ جزءًا محوريًا في عملي، وبعد عمل تحليل لما كنت أقوم به، اكتشفتُ أنني لم أكن أركّز على الموردين المناسبين، وأدركت أنني كنت أحقق أرباحًا كبيرة من خلال بعض الموردين رغم أنني لم أكن أعمل معهم كثيرًا، فيما كان بعض الموردين الرئيسيين بالنسبة لي سببًا في خسارتي للأموال، وبفضل هذه الدراسة تعلمت الآن كيفية تحسين سلسلة التوريد لتحقيق أقصى عائد على الاستثمار.
وعلى الرغم من أن معظم أعمالي كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإعلانات الإنترنت، فلم أكن مهتمة بتخصيص ميزانية للتسويق الإلكتروني، بل كنت عادة أخفض من ميزانيته، لكن بعد برنامج رابحة المشترك، أدركت أهمية استمرارية الحملات الإعلانية طوال الوقت كي أتمكن من تطوير مشروعي، وأصبح هذا الآن جزءًا أساسيًا من ميزانيتي، وخلال التدريبات، تعلمت كذلك كيفية عمل إعلانات جذابة، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، والوصول إلى عملاء جُدد.
ومن خلال مشاركتي في برنامج رابحة المشترك، تمكنتُ من التواصل مع سيدات أعمال طموحات أخريات مما حفَّزني على توسيع نطاق أعمالي بشكل أكبر، وإضافة مزيد من المنتجات إلى مشروعي، بما في ذلك الملابس الرجالي والمفروشات وحتى ألعاب الأطفال، حتى أنوِّع ما أقدمه وألبّي احتياجات شرائح مختلفة من السوق، وكانت عملياتي التجارية مقتصرة على ما يقرب من 7 موردين، أما الآن فقد وسَّعت نطاق عملي وبدأت العمل مع أكثر من 22 موردًا.
وبفضل مهاراتي الجديدة في إدارة الأعمال، تمكنت من توسيع قاعدة عملائي من 200 إلى أكثر من 500 عميل، مما ساعدني على زيادة دخلي بأكثر من 50% في الأشهر التسعة الماضية. هذا إنجاز لم أتخيل أن أتمكن من الوصول إليه في مثل هذا الوقت القصير، وكل ذلك بفضل دعم برنامج رابحة المشترك. لقد اكتسبتُ مزيدًا من الثقة والمهارات والمعرفة التي ساعدتني على تنمية أعمالي والتغلب على التحديات التي واجهتها.
وبعد اجتياز مسابقة خطة العمل الخاصة بالبرنامج، حصلتُ على تمويل بقيمة 60 ألف جنيه مصري سأستخدمه في تطوير تطبيقي الخاص "يلا جملة"، الذي سيكون سوقًا للتجارة الإلكترونية بين الشركات، يمكن للعملاء من خلاله البحث واختيار المورِّد المحلي المفضل لديهم بسرعة وسهولة، ومن خلال دمج التقنيات الرقمية في جميع عملياتنا، نحقق الأتمتة ونُسرِّع أداءها، فهدفي من هذه المنصة تمكين مزيد من النساء من بدء أعمالهن التجارية الخاصة وتعزيز استقلالهن المالي.
أنا متأكدة من أن مشروعي سيكبر يومًا ما وسيصبح علامة تجارية عالمية تتنافس مع الشركات العالمية المماثلة، فقد أثبتتْ رحلتي أنه بالشغف والمثابرة والدعم المناسب، يمكنك تحقيق أي شيء تحلم به".
.
***
شروق واحدة من 6,300 سيدة شاركن في برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل النمو الشامل والمستدام في مصر" المعروف باسم "رابحة"، ويهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة بزيادة الوصول إلى فُرص العمل و/أو العمل الحر، وتوفير بناء القدرات والدعم التنموي والمساعدات المالية لرائدات الأعمال والباحثات عن عمل وشركات القطاع الخاص والمستثمرين.
تُنفِّذ البرنامج هيئةُ الأمم المتحدة للمرأة في مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بدعمٍ من الشؤون الخارجية الكندية ممثلة في السفارة الكندية في مصر، والبرنامج التدريبي الذي انضمت إليه شروق قدَّمته منظمة نهضة المحروسة.
تُظهر قصة شروق تأثير جهود برنامج رابحة المشترك في دعم رائدات الأعمال من خلال توفير التدريب على بناء القدرات والتمويل، ويُسهم ذلك بشكل مباشر في تحقيق الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات والهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز النمو الاقتصادي المطّرد والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع.