كلمات من سوزان جمال: "الدورات التسويقية التي حضرتها من قبل كانت عامة ولم أستفد منها كثيرًا مقارنة بالمعرفة الكبيرة التي اكتسبتها من خلال برنامج رابحة المشترك."
التاريخ:
سوزان جمال، أم تبلغ من العمر 46 عامًا، مستعدة لعمل كل ما بوسعها لتوفير الأفضل لأطفالها. ومع اقتراب العطلة الصيفية لابنها الأكبر، حرصت سوزان على العثور على معسكرات صيفية جيدة حيث يمكن لابنها التطور والنمو. ولكنها شعرت بخيبة أمل حين لم تجد ما كانت تبحث عنه. ولهذا السبب قررت سوزان إطلاق معسكرها الخاص والتي سميته "مكان". وللتغلب على التحديات التي كانت تواجهها بأستمرار في إدارة مشروعها، قررت سوزان الانضمام إلى برنامج رابحة المشترك، والذي يهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال توفير تدريبات لبناء القدرات والدعم التنموي والمساعدات المالية لرائدات الأعمال والباحثات عن عمل وشركات القطاع الخاص والمستثمرين.
“أؤمن أنه من أجل تربية جيل متوازن، يحتاج الأطفال إلى اكتساب المهارات الحياتية بالإضافة إلى المعرفة. لا يمكن أن يكون لدينا طفل متعلم ذو تعاملات محدودة مع العالم حوله، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يكون لدينا طفل يتمتع بأفضل المهارات الاجتماعية ولكنه غير متعلم. وهذا هو السبب وراء دعم مكان لنهج تنمية "الطفل الكامل"، وتمكين الأطفال من النجاح في كل جوانب حياتهم المختلفة.
وفي عام 2012، عندما بدأت البحث لأول مرة عن معسكرات صيفية لابني، كانت الخيارات المتاحة لي محدودة وكانت تركز على تقديم الأنشطة والألعاب الترفيهية فقط، دون التركيز على تنمية الطفل. أدركت حينها أن السوق المصري يفتقد لهذا النوع من المعسكرات وكانت فرصة بالنسبة لي للعمل على حل هذا الوضع. قررت تلبية احتياجات أمهات كثيرة مثلي وإنشاء مكان يقدم منهج التعليم الترفيهي. كنت أعلم دائمًا أنني أرغب في إدارة مشروع يتعلق بتنمية الطفل، والآن أرى حلمي يتحقق.
اسم مكان مستوحى من الرؤية التي كانت لدي لمشروعي حيث أردت أن يكون هو المكان الذي يتطور فيه الأطفال إلى أشخاص متكاملين ومتساوين، وأن يكون مكان له تأثير إيجابي على المجتمع.
وحتى أكون في أتم أستعداد لاتخاذ خطواتي الأولى في مشروعي، أشتركت في العديد من الدورات التدريبة وحصلت على عدة شهادات حول منهج مونتيسوري التعليمي والتعليم الترفيهي. بدأت بتقديم معسكرات صيفية وشتوية، ومع توسع شبكة المعرفة الخاصة بي، بدأت في العمل مع المدارس على تنظيم الأنشطة والرحلات وتصميم الأنشطة التعليمية على مدار العام.
وعندما تعرفت على برنامج رابحة المشترك [من خلال منصة الفيسبوك]، لفت أنتباهي أن البرنامج يقدم دعمًا مخصصًا لكل صاحب عمل بالإضافة إلى استشارات فردية مع الخبراء. وبعد قراءة إعلان البرنامج، قدمت طلب للأنضمام على الفور حيث كان لدي العديد من الأسئلة الخاصة بعملي والتي كنت بحاجة إلى استشار أحد الخبراء المحترفين فيها.
وخلال البرنامج التدريبي، تلقيت استشارات فردية تناولت عدة مواضيع مثل التسويق والإجراءات القانونية وإدارة الأعمال، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أحصل فيها على مثل هذه الجلسات المخصصة. وكنت قد اشتركت في عدة دورات تدريبية في مجال التسويق من قبل؛ إلا أنها كانت عامة جدا ولم أستفد كثيرًا منها مقارنة بالمعرفة الكبيرة التي اكتسبتها من خلال برنامج رابحة المشترك.
وبما أن عملي يعتمد بشكل كبير على التشبيك وبناء العلاقات مع المدارس، فإن التدريب على المبيعات، والذي تم تقديمه من خلال برنامج رابحة المشترك، كان مفيد للغاية بالنسبة لي. فقد فهمت كيفية التعامل مع العملاء، وكيفية صياغة رسائل البريد الإلكتروني حتى تكون جذابة للقراءة، وتعرفت على أدوات المبيعات المختلفة التي قد تكون مفيدة جدًا في إتمام الصفقات.
ومن خلال التدريب على المبيعات أدركت أيضا أن لدي فرصة عمل مع عملاء آخرين خارج المدارس والأطفال، وهم الشركات الخاصة. وبالفعل بدأت في التواصل والعمل مع الشركات الخاصة لتنظيم أنشطة وألعاب في أماكن عامة تعكس القيم الأساسية للشركة الممولة.
وبالإضافة إلى الدعم الفني الذي قدمه برنامج رابحة المشترك والذي كان له تأثير كبير على إدارة مكان، فقد تأهلت أيضاً للحصول على تمويل بقيمة 100,000 جنيه مصري. واستخدمت هذا الدعم السخي لتطوير أنشطتنا وألعابنا، وقمت أيضاً بتعيين مستشار للعمل على تطوير ألعابنا من حيث المحتوى والتصميم، مما يجعلها أكثر جاذبية وتفاعلية وغنية بالمعلومات. قمنا أيضًا بتوسيع خدماتنا لتشمل المزيد من الألعاب، بما في ذلك ألعاب الورق، وألعاب الطاولة، وبعض الألعاب المجسمة، وبوجود مجموعة أكثر تنوعًا من أنشطة التعليم الترفيهي، أصبح لدينا الآن خدمات أقوى لجذب العملاء.
إن نجاح عملي ينعكس بشكل مباشر على تطور الأطفال والمجتمع، أتذكر ذات مرة أتت إلي إحدى الأمهات بعد أن شاركت ابنتها في أحد أنشطتنا وأخبرتني أن ابنتها الصغيرة لم تكن تتحدث أمام الناس من قبل، وهي الآن بعد المشاركة في أنشطتنا أصبحت واثقة من نفسها وتتحدث ببلاغة، فلحظات كهذه هي التي تجعلني أشعر أنني حققت هدفي في الحياة وأن لي تأثير واضح في المجتمع وتجعلني أشعر بفخر كبير.
لقد علمتني رحلتي مع مكان حقيقة أساسية مفادها أن كل مشروع عمل هو عبارة عن رحلة مليئة بالإثارة، تكتمل بفترات سعيدة وأخرى صعبة، وأن مجال العمل شرس، حيث تنتظرك المنافسة والتحديات عند كل منعطف. ولهذا السبب، يجب على كل صاحب عمل التحلي بالمرونة ليكون قادرًا على التكيف باستمرار مع احتياجات السوق المتغيرة بأفكار جديدة وحديثة. هذه المهارات، إلى جانب العزيمة والمثابرة، هي مفتاح النجاح.
***
سوزان هي واحدة من أكثر من 6,300 سيدة شاركن في برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل نمو شامل ومستدام في مصر" المعروف باسم "رابحة". ويهدف البرنامج إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال زيادة الوصول إلى فرص العمل و/أو العمل الحر، من خلال توفير بناء القدرات والدعم التنموي والمساعدات المالية لرائدات الأعمال والباحثات عن عمل وشركات القطاع الخاص والمستثمرين.
تُنفِّذ البرنامج هيئةُ الأمم المتحدة للمرأة في مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بدعمٍ من الشؤون الخارجية الكندية ممثلة في السفارة الكندية في مصر، والبرنامج التدريبي الذي انضمت إليه سوزان قدَّمته منظمة نهضة المحروسة.