من موقعي هذا: بدأت أشهد تحول عملي من مشروع صغير إلى علامة تجارية قوية.

التاريخ:

عندما غامرتْ مارجريت تانيوس بإنشاء علامتها التجارية لحقائب اليد، لم تكن ترغب في بيع الحقائب فحسب، بل حلمت أيضًا بصنع التاريخ، لقد أرادت دمج تاريخ مصر الثري الذي يمتد إلى 7000 سنة في كل حقيبة تصنعها يدويًا، ولكن عالم الموضة الراقية يتطلب أكثر من مجرد الفن. وإدراكًا لحاجتها إلى الخبرة التسويقية الاستراتيجية، لجأت مارجريت إلى برنامج رابحة المشترك لمساعدة مشروعها في الحصول على مكانة في السوق.

Marguerit Tanious
مارجريت تانيوس، مالكة Bianca لحقائب اليد ومشاركة في برنامج رابحة المشترك، تحمل إحدى حقائبها الفريدة في الإسكندرية عام 2024. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ ندى إسماعيل.

"بعد أن كرَّستُ العشرينات من عمري للاستمتاع وتربية أولادي، دخلتُ الثلاثينات برغبة جارفة في اكتشاف ذاتي، وقد أشعلتْ مشاهدتي لزوجي وهو يعمل سنوات عديدة في مجال الأنتيكات حُبًا عميقًا في نفسي للفن التاريخي فحلمت بتقديم إبداعات مماثلة، ليس من البرونز والخشب العتيق وإنما منسوجة بخيوط الموضة.

وكمصرية تفتخر ببلدها، كنت أرى انبهار العالم بتراثنا الغني وعجائبنا الفرعونية، بالإضافة إلى حبي للتصميمات التاريخية وأصولي ومن ثمّ أنشأت Bianca، علامتي التجارية لحقائب اليد الفاخرة التي ستعرض التاريخ المصري بجرأة على أذرع نساء العالم.

انغمستُ في رحلتي الجديدة المثيرة، واكتسبت المهارات اللازمة للتعامل مع الجلود الفاخرة بالإضافة إلى دراسة تاريخ مصر الفرعوني بتوسع أكبر، وبعد تجارب كثيرة، حملت بين يدي حلمي أخيرًا؛ أول حقيبة يد لي، التي تقدم مفهومًا جديدًا للجودة وخلود أسلافنا العظماء.

وعلى الرغم من المجهود الجبار الذي بذلته لصنع حقائبي، شعرتُ بخيبة أمل عندما وجدت الطلب ضعيفًا عليها في السوق، كان لخبرتي المحدودة في التسويق الأثر الأكبر، لكنني لم أكن لأسمح لهذا بإيقافي، فبدأتُ رحلة جديدة لتعلم أساسيات إدارة الأعمال، مما دفعني إلى الانضمام إلى برنامج رابحة المشترك.

لقد كشف لي البرنامج أسرار التسويق وزوَّدني بالمهارات اللازمة للعمل في السوق، وبفضل هذه المعرفة الجديدة، بدأت أشهد تحولًا عمليًا من مشروع صغير إلى علامة تجارية قوية.

تعلمتُ خلال التدريب أهمية التجارة بين الشركات، وبفضل هذا التوجيه تمكنت من تطوير استراتيجية تركّز على تكوين شراكات مربحة مع محلات بيع الهدايا داخل المتاحف المصرية، واستطعت توقيع عقود مع أكثر المتاحف ازدحامًا في القاهرة مما سمح لي بعرض منتجاتي في متاجرهم على مدار العام. وباستخدام هذه التقنية يمكنني الآن الوصول مباشرة إلى عملائي المحليين والأجانب الذين يقدرون تاريخنا ومنتجاتنا عالية الجودة.

البرنامج، بالإضافة إلى ذلك، زوَّدني بأداة قوية، وهي تقنية ؛ }وهو مصطلح يعني استغلال حيز زمني قصير من أجل تقديم فكرتك والترويج لها لشريك أو عميل محتمل{. لقد أتاحت لي هذه المهارة تقديم علامتي التجارية بطريقة مقنعة وموجزة، مع التركيز على قيمة بيعي الفريدة وهي كوني أصنع حقائب يد فاخرة تمزج بين الجودة وتراث مصر الغني.

وجاء الوقت الفعلي لاختبار هذه التقنية عندما قابلت -بالصدفة- ممثلةً مصرية مشهورة، وفي وقت قليل للغاية أخبرتها بما أفعل فانبهرتْ وقبلت بحماس إهداءَها حقيبة يد مقابل توصيتها والإعلان عن مشروعي.

وبهذه المهارة، تواصلت أيضًا مع مصمم أزياء عالمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعوته للتعاون معي. ومن المثير للدهشة أن هذه المحادثة أدت إلى اتفاقنا على العمل معًا على مشروع فريد من نوعه، ونحن الآن في مرحلة إتمام العقد بيننا.

وبالإضافة إلى تأمين الشراكات الاستراتيجية، مكَّنني برنامج رابحة المشترك من التواصل مع عملائي، فقد تعمَّق التدريب في فن تصميم العلامات التجارية، مما أرشدني إلى كيفية تحديد عملائي المستهدفين وصياغة الرسائل والمحتوى المناسب لهم، كما أدركت أهمية العمل على محتوى جذّاب عبر وسائط التواصل الاجتماعي وأهمية بناء علامة تجارية احترافية على الإنترنت.

واستطعت سريعًا ترجمة تعاليم البرنامج إلى خطة تسويقية استراتيجية لإعطاء Bianca مظهرًا جديدًا كعلامة تجارية، وبدأتُ بجلسة تصوير احترافية تُبرز جودة حقائبي أنتجت مجموعة مذهلة من الصور التي أصبحت حجرَ الأساس لتجديد مظهر عملي على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أكسبني عديدًا من المتابعين والعملاء الجدد، كما نجحتُ في تطوير موقع إلكتروني احترافي لعرض منتجاتي بأناقة.

وإلى جانب إتقان فن إدارة العلاقات التجارية والتسويق، ساعدني البرنامج أيضًا على فهم الطريقة الصحيحة للتسعير وتحليل التكاليف، مع أخذ كل النفقات بدقة في الاعتبار، بدءًا من أجود المواد الخام حتى أدق تفاصيل التصميم، وبهذا الفهم أحقق الآن ربحًا مذهلًا بنسبة 100%، وهي قفزة كبيرة بعد أن كان كل ما أحققه 40% فقط، ما يضمن الاستدامة المالية المطلوبة لتغذية النمو المستقبلي لعلامتي التجارية.

والآن أخطط لتوسيع نطاق عملي بشكل مطرد، حتى تصبح Bianca اسمًا معروفًا عالميًا للجودة والتصميم المميز، أنا متحمسة لرؤية حقائبي على أذرع النساء حول العالم [في المستقبل]، وربما حتى على السجادة الحمراء وشاشة السينما.

وفي الوقت الذي وجدتُ فيه ذاتي الحقيقية وسط عالم الجلود الجميلة والتاريخ الفرعوني، فإن رحلتي تعكس الإمكانات الموجودة داخل كل امرأة، إذ عندما تكتشف المرأة شغفها، يمكنها إشعال رحلة من الإبداع والنمو الشخصي، وقد تكون هذه قصتي الشخصية، لكن تظل الرسالة عالمية: ابحثي عن شغفك واستخدميه لإعادة تشكيل حياتك."

***

مارجريت واحدة من أكثر من 9911 سيدة شاركن في برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل نمو شامل ومستدام في مصر" المعروف باسم "رابحة"، ويهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال زيادة فرص الوصول إلى فرص العمل و/أو العمل الحر.

يتم تنفيذ برنامج رابحة من قبّل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بدعمٍ من الشؤون العالمية الكندية .البرنامج التدريبي الذي انضمت إليه مارجريت قدمته الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

SDG 5& 8 AR

تظهر قصة مارجريت تأثير جهود برنامج رابحة المشترك في دعم رائدات الأعمال من خلال توفير التدريب على بناء القدرات ودعم التنمية، مما يسهم بشكل مباشر في تحقيق الهدف 5 من أهداف التنمية المستدامة: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، والهدف 8 من أهداف التنمية المستدامة: تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام والعمالة الكاملة والمنتجة والعمل اللائق للجميع.