كلمات من دينا العرابي: أدى برنامج رابحة المشترك إلى تغيير جذري في مشروعي لأنه أتاح لي فرص جديدة وعزز نمو عملي
التاريخ:
دينا العرابي ليست خبازة عادية، ولكنها فنانة تعجن الحب في كل ما تصنعه، فهي تستمد فرحتها من إطعام الآخرين بإبداعاتها الشهية من المعجنات والكعك. ولتحويل شغفها إلى عمل تجاري، قررت دينا إطلاق مشروعها " Deelia’s Kitchen" وبدعم من برنامج رابحة المشترك، تمكنت دينا من وضع أساس قوي لشركتها الناشئة وبدء رحلتها الناجحة.
"ولد مشروع Deelia’s Kitchen من حبي للطهي وابنتي العزيزتين، فقد أخذت هذه الخطوة وبدأت عملي الخاص لإلهام بناتي ولإظهار لهن أن الفتيات والنساء قويات وقادرات على تحقيق النجاح. اخترت اسم ديليا لأنه مزيج من أسماء بناتي وأنوي على توسيع مشروعي ليصبح إرثا لهن.
بدأت عملي في صنع الحلويات كمشروع متواضع من مطبخي الخاص عندما بدأت بمشاركة مخبوزاتي مع الأصدقاء والعائلة ورأيتهم معجبين بما يأكلون وينصحون به أصحابهم، وسرعان ما بدأت أتلقى طلبات من أشخاص يتوقون إلى الحصول على حلوياتي وتجربتها بأنفسهم، فكانت تلك هي اللحظة التي أحسست فيها أنني صاحبة عمل بالفعل.
وعلى الرغم من إتقاني الطبخ، إلا أن عالم الأعمال كان مجال جديد تمامًا بالنسبة لي، كنت أفتقر إلى المعرفة اللازمة لإدارة شركتي الناشئة بكفاءة، إذ لم تكن لدي أي خلفية تجارية. فبعد أن تعرفت على برنامج رابحة المشترك من خلال الأصدقاء، قررت الانضمام إليه لتعلم المهارات الأساسية التي أحتاجها لتأسيس شركتي الناشئة وقد كان قرارًا ذكيًا حيث أدى برنامج رابحة المشترك إلى تغيير جذري في مشروعي لأنه أتاح لي فرص جديدة وعزز نمو عملي.
لقد أتاح لي برنامج رابحة المشترك الفرصة أن أشهد تطور فكرتي البسيطة وتحويلها إلى مشروع تجاري ناجح، وكانت هذه هي المرة الأولى التي أضع فكرة عملي لكلامات على ورق وأعرضها للآخرين. وعلمتني الدورات التدريبية التي شاركت فيها دروسًا قيمة حول كيفية صياغة خطة أعمالي، وتسليط الضوء على عملائي المستهدفين والمنافسين في السوق.
وركز التدريب على أهمية رؤية المستهلك وعندما درست هذه الجزئية أكتشفت الكثير من الفرص الجديدة لعملي، فأدركت أنني لا أبيع منتجًا للأكل فحسب، بل أنني أقدم تجربة ممتعة لعملائي. فعلى سبيل المثال، أدركت أهمية الاستثمار في التغليف المتميز لإعطاء الانطباع الذي أريده لمنتجاتي، وهي حلويات أنيقة وفخمة وفي نفس ذات الوقت لها لمسة الأكل البيتي. ولهذا قمت بالعمل على التعبئة والتغليف والتصميم لمشروعي لضمان حصول عملائي على تجربة لا تُنسى منذ لحظة استلامهم منتجاتي.
كما علمتني التدريبات المقدمة من خلال برنامج رابحة المشترك أساسيات إدارة الشؤون المالية وهو أمر وجدته صعبًا في البداية. تعلمت كيفية تقدير تكلفة كل وصفة، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف التعبئة والتغليف والتوصيل والنفقات العامة. ومن خلال إدارة شؤوني المالية بشكل احترافي، تمكنت من تحديد الأسعار المثالية لمنتجاتي وتحقيق هامش ربح أعلى.
وأحد الدروس الرئيسية التي تعلمتها من برنامج رابحة المشترك هو أهمية إدارة عملي بشكل مستدام، فبدلاً من شراء المواد المستوردة الباهظة الثمن، أختار الآن الموردين والعلامات التجارية المحلية التي تطابق نفس الجودة. وحتى لو لم أتمكن من العثور على الجودة التي أحتاجها في السوق المحلي، فيمكنني أيضًا إنتاج المواد الخام الخاصة بي، فعلى سبيل المثال، عندما أدركت أن سعر الحليب المكثف كان مرتفعًا جدًا، بدأت في صنعه في المنزل واستخدامه في وصفاتي. ومن خلال هذه الاستراتيجية، تمكنت من خفض التكاليف وزيادة الأرباح وتعزيز عملي لتحمل تغيرات السوق.
وكان التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا مجالًا جديدًا بالنسبة لي، حيث لم يكن لدي أي معرفة أو خبرة سابقة به، وقد تعلمت كيفية استخدام المنصات المختلفة لمختلف العملاء، وكيفية صياغة محتوى جذاب وأهمية الحملات الإعلانية.
وسرعان ما تعلمت أن إدارة الأعمال تتطلب فريقًا كاملاً، وأنني لا أستطيع القيام بكل شيئ بنفسي، ولهذا فقد عينت مصورًا ومديرًا لوسائل التواصل الاجتماعي وأطلقنا معًا Deelia’s Kitchen عبر الإنترنت وبدأنا في مشاركة المحتوى الخاص بنا وقد فوجئت بعدد المتابعين الذين اكتسبناهم ومستوى التفاعل وعدد الطلبات الكبير التي تليقيناه.
وعلمني برنامج رابحة المشترك أيضًا أهمية الظهور والتواجد في السوق من خلال الانضمام إلى الفعاليات المجتمعية وهذا ما أركز عليه الأن، فأنا أستعد للإنضمام والمشاركة في العديد من البازارات المحلية قريبًا لأكتساب عملاء جدد.
اليوم Deelia’s Kitchen ليس مجرد مخبز منزلي، إنما علامة تجارية متوسعة، ولها عدد من العملاء الأوفياء، وأعمل حاليًا على أنواع طعام أخرى إلى جانب قائمة الحلويات، وأنا على يقين من أنها ستحقق نجاحًا كبيرًا، وفي الوقت نفسه أعمل على تنمية الفريق بشكل أكبر وتوظيف بعض الأشخاص لمساعدتي في المطبخ.
لدي رؤية واضحة لمستقبلي، وفيها أرى نفسي أنقل Deelia’s Kitchen لتصبح عربية طعام حيث يمكنني الأستمتاع بأيامي وأنا أطبخ وأقدم الطعام الذيذ والعملاء.
رحلتي هي شهادة على قوة الشغف والمثابرة والتعلم، إنها تذكرة بأن يمكن تحقيق أشياء عظيمة عندما نسعى بكل إخلاص لتحقيق أحلامنا حتى إذا كان لدينا موارد محدودة.
***
دينا هي واحدة من أكثر من 6,300 سيدة شاركن في برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل نمو شامل ومستدام في مصر" المعروف باسم "رابحة". ويهدف البرنامج إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة من خلال زيادة الوصول إلى فرص العمل و/أو العمل الحر، من خلال توفير بناء القدرات والدعم التنموي والمساعدات المالية لرائدات الأعمال والباحثات عن عمل وشركات القطاع الخاص والمستثمرين.
تُنفِّذ البرنامج هيئةُ الأمم المتحدة للمرأة في مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بدعمٍ من الشؤون الخارجية الكندية ممثلة في السفارة الكندية في مصر، والبرنامج التدريبي الذي انضمت إليه دينا قدَّمته الجامعة الأمريكية في القاهرة.