كلمات من هبة حسين: "أريد أن أصبح أول امرأة في مجتمعي تدير ورشة لإصلاح الهواتف المحمولة."
التاريخ:
بعد تخرجها في معهد الحاسب الآلي، قامت هبة حسين بتفضيل عائلتها ورعايةأطفالها على حبها لكل ما هو رقمي. ومع ذلك، فإن حبَّها للتكنولوجيا لم يتلاش أبدًا. والآن، وهي في الأربعين من عمرها، تسعى وراء شغفها وبدأت فصل جديد من حياتها، بالانضمام إلى دورة صيانة الهواتف المحمولة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.
"لقد أصبحتْ التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا بعد أن أصبحنا نعتمد بشكل كبير على هواتفنا وأجهزة الكمبيوتر. لذا كنتُ دائمًا مهتمة باستكشاف هذه الأجهزة التي باتت تسيطر على حياتنا، وفهم آلية عملها بشكلٍ دقيق. فكنت أتابع عديدًا من الفيديوهات التعليمية عن الإلكترونيات ]عبر الإنترنت[، مع إيماني أن التطبيق العملي الأكثر تأثيراً.
ولأنني كنت بحاجة إلى سد الفجوة بين التعليم النظري والتطبيقي، قدمتُ للانضمام إلى دورة صيانة الهواتف المحمولة بعد أن قرأتُ عنها على وسائل التواصل الاجتماعي. الدورة -التي استمرت شهرًا- شملت تدريبًا عمليًا مكثفًا في ورشة للهواتف المحمولة، مما ساعدني على أن أمتلك الخبرة في صيانة وإصلاح الهواتف المحمولة وزودني بالمهارات اللازمة للتفوق في هذا المجال.
لقد شمل التدريب كل شيء من "الألف إلى الياء" بما في ذلك استبدال وإصلاح الأجزاء التالفة للهواتف المحمولة وكذلك التعامل بحرفية مع أعطال الوظائف والتطبيقات الخاصة الموجودة بالأجهزة. يمكنني الآن التعامل بثقة مع الأجزاء المعقدة في لوحة الهاتف وإصلاح المشكلات الأكثر شيوعًا، مثل إصلاح أو استبدال مقابس الشحن وأزرار الصوت والتشغيل. لقد أصبح التعامل مع الشاشات المعطلة أو المكسورة أمرًا سهلًا بالنسبة لي، كذلك تقييم المشكلة بأي هاتف محمول وتعيين الحل لها سواء باقتراح الإصلاح أو الاستبدال الكامل للجزء المعطل.
لم يكن تدريب هيئة الأمم المتحدة للمرأة متعلقَا فقط باكتساب مهارات وخبرات جديدة، ولكنه وفر لي فرصتي المهنية الأولى. كنت دائمًا منشغلة برعاية الأسرة ولم يخطر ببالي فكرة الحصول على وظيفة قطّ. ومع ذلك، فإن عملي الآن بدوام جزئي في ورشة لصيانة الهواتف المحمولة جعلني أشعر بالحماس لبدء رحلة جديدة في مشوار الحياة أسعي فيها لتعزيز معرفتي وصقل مهاراتي الجديدة المكتسبة.
أنا فخورة، ليس فقط بما حققته حتى الآن، ولكن بكوني واحدة من السيدات القلائل في هذا المجال الذي يهيمن عليه الرجال. وبعد أن اكتسبتُ المهارات اللازمة لأعمل في تلك المهنة "كفني موسمي"، أريد أن أصبح أول امرأة في مجتمعي تدير ورشة لإصلاح الهواتف المحمولة. فأنا أومن أن المرأة يمكن أن تتفوق في أي مهنة وأنا عازمة على إثبات ذلك.
هذه التجربة لم تُحسِّن معرفتي التقنية فحسب، وإنما كذلك مهاراتي في التعامل مع الآخرين ، . وتعلمت أيضاً أهمية العمل الجماعي واستراتيجياته وأهمية تفويض المهام لانجازالأعمال بكفاءة. وقد زودتني تلك المهارات بالثقة في النفس والشعور بالمهنية المبنية علي معرفة قوية.
وأشجّع كل امرأة على بدء رحلة لاكتشاف ذاتها، للتعرف علي المهارات الغير مألوفة لها والتي قد تشعل شغف جديد بداخلها. فمن خلال توسيع آفاقنا، نكتسب منظورًا جديدًا للحياة وطاقة إيجابية تدفعنا لتحقيق أحلامنا وإضافة بعدًا للوصول لأهداف جديدة .
***
هبة إحدى المشاركات في التدريبات الفنية التي قدمها برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة في مصر" التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، والذي يهدف إلى تمكين المرأة اقتصاديًا بتنمية القدرات وتوفير فرص العمل اللائق. ولتحقيق هذا الهدف، قدم البرنامج تدريبات فنية لرائدات الأعمال والباحثات عن العمل في مجالات مختلفة، مثل إصلاح الهواتف المحمولة، صناعة المنتجات الجلدية اليدوية، صناعة الإكسسوارات، تحضير الطعام، تصميم الأزياء (الخياطة)، التجميل.
نفَّذت هذا البرنامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، ووزارة التعاون الدولي، ووزارة العمل، بدعم من الوكالة الكورية للتعاون الدولي. التدريب الذي حضرته هبة قدمته مؤسسة قدرة للتنمية والحلول التكنولوجية للتعليم.