كلمات من إيفا جاراس: أثق الآن في مهاراتي كمخرجة صاعدة
التاريخ:
بعد تخرجها في كلية الهندسة، اكتشفتْ إيفا جاراس حبها للإخراج السينمائي فقرَّرت تغيير مهنتها، لكنها وجدت صعوبة في الحصول على خبرة عملية في مواقع التصوير، لذا بمجرد أن سمعت عن تدريب هيئة الأمم المتحدة للمرأة على إخراج الأفلام، قدَّمت للانضمام إليه على الفور.
"تخرجتُ بشهادة في الهندسة، لكنني لم أرغب حقًا في العمل بهذا المجال، لذلك بدأت رحلة اكتشاف الذات لتحديد شغفي. في ذلك الوقت، كنت أُخرج مسرحية لكنيستي كهاوية، ومن هنا بدأت قصتي.
قررتُ أن أتعلم كل ما أستطيع تعلمه عن إخراج الأفلام عبر الإنترنت وأصدقائي الذين يعملون في المجال، ومع ذلك، لم أتمكن من التسجيل في أي دورة للإخراج بسبب القيود المالية ومحدودية الوصول إلى فرص التدريب.
لكن فرصتي الحقيقية جاءت عندما سمعتُ عن الدورات التدريبية التي تقدِّمها هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المجالات الإبداعية، فتابعت عن كثَب الإعلانات عبر الإنترنت وانتظرت بفارغ الصبر بدء التدريب على إخراج الأفلام، وعندما قُبِلت.. شعرت أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير كبير في مسيرتي المهنية.
والحقيقة أنني تعلّمتُ كثيرًا فعلًا من التدريب الذي تضمَّن معلومات مكثفة وقيمة، وأدركتُ أهمية مرحلة الإعداد وما قبل الإنتاج، وتأثيرها الكبير في المراحل اللاحقة من التصوير والمونتاج. وخلال مسابقة الأفلام الوثائقية التي نُظِّمت للمتدربات، اختارني فريقي لأتولى مهمة الإخراج، ما سمح لي باكتساب الخبرة العملية الكاملة، وقد أحببت ذلك!
بعد الانتهاء من التدريب، وعبر العلاقات التي اكتسبتها من خلاله، وقع عليَّ الاختيار مساعدةَ مخرج لمشروعين سينمائيين مختلفين، ولأول مرة، كنت أشارك في عملية صنع القرار المتعلقة بإنتاج الأفلام، وأناقش الجوانب الفنية للعمل مع المخرج والطاقم بأكمله، للاتفاق على أفضل الاختيارات. أنا الآن أكثر ثقة بمهاراتي كمخرجة صاعدة، وأكثر شجاعة في مشاركة أفكاري ووجهات نظري.
صحيح أنني كنت مترددةٌ ولديّ شكوكي في ما يتعلق بقرار تغيير مهنتي، وحتى عائلتي أخبرتني أنه من الأفضل التركيز على مسيرتي كمهندسة وترك صناعة الأفلام كهواية، لكنني الآن على ثقة من أنني اتخذتُ القرار الصحيح لمتابعة ما أحبّه، بالإضافة إلى ذلك، عندما رأتني عائلتي أعمل في عدة مشاريع بعد التدريب، بدأوا يؤمنون بي ويدعمون قراري.
وفي يوم من الأيام سأخرج أفلامي الخاصة، أنا شغوفٌ بمناقشة عديد من القضايا الاجتماعية، بما في ذلك حقوق المرأة في الميراث والصحة العقلية والنفسية، ومن خلال أفلامي، أريد أن أُحدِث تغييرًا إيجابيًا في مجتمعاتنا وأترك بصمتي على صناعة السينما المصرية".
***
تدريب إخراج الأفلام الذي شاركت فيه إيفا واحد من ضمن مجموعة تدريبات في المجالات الإبداعية قدَّمتها شركة أراسكوب للإنتاج الإعلامي بالتعاون مع جمعية الفن للتنمية (MADEV)، تشمل الإخراج، التصوير الفوتوغرافي، كتابة السيناريو، المونتاج والتلوين السينمائي.
يأتي هذا النشاط تحت إطار البرنامج الإقليمي المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة العمل الدولية بالقاهرة "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة في مصر والأردن وفلسطين"، والذي تم تنفيذه بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة القوى العاملة المصرية وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).
ومن خلال هذا النشاط، حصلت 100 امرأة على فرص عمل تدريبية، وشاركت فرق مختارة مكونة من 30 متدربة في مسابقة للأفلام الوثائقية أسفرت عن ثلاثة أفلام وثائقية تركز على قصص مجتمعية صورتها عيون السيدات، وستشارك هذه الافلام في الدورة المقبلة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة.