خمسة أسئلة: "التضامن والتعاون بين الرجال والنساء في مواجهة جائحة كورونا المستجد هو أمر ذو أهمية قصوى...يجب ألا يتحمل العبء شريك واحد

التاريخ:

عمرو عبدالرحمن أثناء مشاركته في ورشة عمل للتقييم والمتابعة في 2018. صورة: جمعية الشباب لتنمية المجتمع المحلي

عمرو محيي الدين عبد الرحمن يترأس مجلس إدارة جمعية الشباب لتنمية المجتمع المحلي فى أخمين بمحافظة القليوبية. جمعية الشباب هي واحدة من ست منظمات مجتمع محلي تلقت منحة صغيرة في إطار برنامج "رجال ونساء من أجل المساواة بين الجنسين" التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصرو من أجل تنفيذ مشاريع في المجتمعات المحلية في أربع محافظات (القاهرة وسوهاج وأسيوط والقليوبية). وركزت هذه المنحة على مكافحة العنف ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين والأبوة والتعايش للفتيات ذوات الإعاقة والحد من التمييز بين الجنسين. وبالشراكة مع هيئة كير الدولية تم تقديم سلسلة من الدورات التدريبية إلى المنظمات المجتمعية المحلية بدعم من الوكالة السويدية للتنمية الدولية. ومن خلال الدورات التدريبية، تعلم عبد الرحمن عن المساواة بين الجنسين وعزز مهاراته في إدارة المشروعات.

 

قبل الانضمام إلى البرنامج، كيف كان تصورك تجاه المساواة بين الجنسين؟

على الصعيد الشخصي، كنت رجلاً ضيق الأفق يؤمن بأن النساء لا يحتجن إلى اكتساب المزيد من الحقوق ولم أشعر أن لدي دوراً في مكافحة التحرش الجنسي ... في المنزل، كنت أضغط على زوجتي للقيام بكل الأعمال المنزلية دون [المساعدة] بشكل يذكر، ولم أكن أراعي أن عليها الاستيقاظ مبكرًا وتجهيز أطفالنا للمدرسة ثم الذهاب إلى عملها.

 

كيف أثر البرنامج على تصورك وعملك تجاه تحقيق المساواة بين الجنسين؟

 بعد التدريب، أصبحت واعياً بالمساواة بين الجنسين وأهمية وتأثير إشراك الرجال في مكافحة العنف ضد المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. أشعر الآن أنني أستطيع أن ألعب دوراً  فعال في المجتمع ... يجب أن يتمتع كل من النساء والرجال والفتيات والفتيان بحقوق متساوية وأن يتمتعوا بنفس القدر من الموارد والفرص. قمنا بتوظيف المزيد من النساء في منظمتنا المجتمعية بعد أن أدركنا التأثير الكبير الذي يمكن أن يكون لهن. بدأنا في رفع الوعي حول التحرش الجنسي في قريتي أخمين وشلقان بمحافظة القليوبية. قدمنا تدريبات وأنشطة توعية استهدفت سائقي التوك توك [وسيلة مواصلات ذات ثلاث عجلات] لتثقيفهم حول التأثير السلبي للتحرش الجنسي على النساء والمجتمع ككل. بالإضافة إلى ذلك، شارك سائقو التوك توك وأفراد المجتمع في أنشطة السيكو دراما التي تسلط الضوء على أهمية مكافحة التحرش الجنسي وتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال العروض الفنية والمسرحية في الأماكن العامة.

 

كيف ساعدت التدريبات التي تقدمها منظمتكم المجتمعية على تغيير تصورات المجتمع تجاه النساء؟

من خلال التدريبات وأنشطة زيادة الوعي التي تقدمها منظمتنا المجتمعية، تمكنا من تحويل مئة سائق توك توك إلى دعاة إلى المساواة بين الجنسين وقادة للتغيير والعمل معنا على تثقيف بقية المجتمع من خلال نشر رسائل حملة "لأني رجل"  ضد العنف ضد المرأة والتحرش الجنسي. ونجح البرنامج في الوصول إلى حوالي350 سائق توك توك وتغيير المفاهيم الخاطئة لديهم المتعلقة بالنوع الإجتماعي عن طريق تشجيعهم على المشاركة في مكافحة التحرش الجنسي والدفاع عن حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين.

 

في ضوء الجائحة، كيف أثرت الأزمة وإجراءات  البقاء في المنزل عليك وعلى مجتمعك؟

 على الرغم من أننا مهددون بخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد ونشعر بالقلق حيال أسرنا وأطفالنا، إلا أنني أعتقد أن هناك جانباً إيجابياً نتج عن  البقاء في المنزل والحجر الصحي. بالنسبة لي شخصياً، بدأت في مشاركة زوجتي  في الأعمال المنزلية . حيث تعمل زوجتي في شركة أدوية ولقاحات، وقررت مواصلة العمل لمساعدة المجتمع خلال هذه الفترة العصيبة. لدي الآن الوقت الكافي للتحدث مع أطفالي والاستماع إليهم. لكن لسوء الحظ، ازداد العنف المنزلي ضد المرأة في المجتمع بسبب التحديات الاقتصادية التي يوجهها الكثير من العمال.

 

ما هي الإجراءات التي اتخذتها منظمتكم المجتمعية للاستجابة لأزمة فيروس كورونا المستجد؟

 بعد الإعلان عن حظر التجول في مارس 2020 وتعليق الأنشطة الميدانية عقدت منظمتنا المجتمعية اجتماعا مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة وهيئة كير الدولية حول كيفية التخفيف من عواقب الأزمة. تواصلت منظمتنا مع الشركاء المحليين لتوفير الإمدادات الغذائية لحوالي 150عائلة. زودتنا هيئة الأمم المتحدة للمرأة برسوم توضيحية ومطبوعات معدة من قبل منظمة الصحة العالمية لاستخدامها في زيادة وعي المجتمع حول كيفية حماية أنفسهم من فيروس كورونا المستجد. بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة سيتم تسليم مطهرات وأقنعة وقفازات إلى حوالي 100 أسرة. وأخيراً وليس آخراً، خلال هذه الأزمة يعد التضامن والتعاون بين الرجال والنساء في مواجهة كورونا المستجد هو أمر ذو أهمية قصوى...يجب ألا يتحمل العبء شريك واحد...حان الوقت لتقاسم المسئوليات وإعادة تعريف المفاهيم.