كلمات من سارة إبراهيم: " كمقدمة خدمة للنساء الناجيات من العنف، فإن رحلتي معهن هي طريق نحو الأمل والتعافي"
التاريخ:
سارة إبراهيم محمد، أخصائية نفسية إكلينيكية، تبلغ من العمر 33 عامًا، تعمل في عدة عيادات نفسية. حصلت سارة على ليسانس الآداب قسم علم النفس ودرجة الماجستير في الآداب تخصص علم النفس الإكلينيكي من جامعة حلوان. حاليًا، تستكمل سارة رسالة الدكتوراه في جامعة عين شمس.
سارة هي واحدة من الطالبات الملتحقات حاليًا بالبرنامج التدريبي المهني الأول في مصر للدعم النفسي الاجتماعي وإدارة الحالات لمقدمي الخدمات للتصدي للعنف ضد النساء والفتيات. يُنفذ هذا البرنامج التدريبي، الذي تم إطلاقه في يونيو 2023، من خلال المجلس القومي للمرأة، ممثلاً في مكتب شكاوى المرأة، بالشراكة مع قسم الطب النفسي بالقصر العيني، جامعة القاهرة، وبالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر والاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا البرنامج التدريبي تحت إطار الجهود الوطنية للاستمرار في تعزيز الخدمات المقدمة للسيدات من خلال نظام الإحالة الوطني لدعم الناجيات من العنف، وضمن الجهود لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030.
"صادفت إعلان برنامج التدريبي قبل الموعد النهائي للتقديم بوقت قصير. قرأت التفاصيل بسرعة وشعرت بدافع قوي للتقديم. ونظرًا لخلفيتي التعليمية، لطالما كان لدي شغف بتعلم المزيد عن أمراض الاضطرابات النفسية، لكنني لم أجد أبدًا تدريبًا مصممًا خصيصًا للتعامل مع الناجيات من العنف أو النساء المُعنفات.
حين نتحدث عن دعم الناجيات من العنف، من الضروري اتباع نهج شامل. يتمحور الدعم النفسي الاجتماعي حول توفير مساحة آمنة للناجيات للتعافي عاطفيًا وذهنيًا. فإن عملية الدعم النفسي تتعلق بتقديم التعاطف والإنصات والتصديق، وهذا بالضبط ما نتعلمه في هذا البرنامج التدريبي.
خلال الشهرين الأولين من التدريب، تعلمنا باستضافة كيفية التمييز بين النساء اللواتي يواجهن تحديات حالية، واللواتي يعانين من اضطرابات كامنة، واللواتي يكافحن اضطرابات ما بعد الصدمة. كما تعلمنا المزيد عن كيفية تميز تجربة كل ناجية على حدة، وكيف يجب على مقدمي الخدمات إدراك أهمية تقديم دعم فردي {وفقًا لاحتياجات كل شخص}. ولذلك أؤمن أنه يتعين على مقدمي الخدمات تطبيق أساليب تلبي الاحتياجات المحددة للناجيات، بما يضمن حصولهن على مساعدة أكثر فعالية.
كان الشق القانوني من التدريب الجانب الأصعب بالنسبة لي، لأني كنت أتعلم عنه لأول مرة. فهمت الآن الحقوق الناجيات القانونية عندما يتعرضن للعنف، وكيف تختلف هذه الحقوق حسب نوع العنف. تعلمنا أيضًا كيفية العمل مع الناجيات لجمع الأدلة وتوثيق حالات التعرض للعنف وتقديم الشهادات، مما يسهم في محاسبة ومعاقبة الجناة. تساعد هذه الإجراءات الناجيات في الوصول للعدالة وتؤكد أن العنف غير مقبول في المجتمع. لقد أدركت حقًا أهمية هذا الجانب من الدعم، فقد أدركت أن المعرفة بالقانون ليست سلاحًا فقط للناجيات، بل هي درع يحميهن.
كمقدمة خدمة الدعم النفسي، غالبًا ما أواجه تحدي عدم إكمال النساء للتدخل العلاجي بشكل كامل. وهذا يعني أنهن قد يحضرن جلسة أو اثنتين ثم يتوقفن، غالبًا بسبب تحديات خارجية مثل الشعور بالوصم أو الخجل المفروض عليهن من قِبل [الزوج، الأب، أو الأخ] فقط لسعيهن لطلب مساعدة نفسية. ولذلك يبرز هذا التحدي أن مسؤولية خلق بيئة داعمة لا تقع فقط على عاتق مقدمي الخدمة، ولكن من المهم أيضًا إزالة القيود ورفع الوعي المجتمعي حول أهمية الدعم النفسي وتأثيره الإيجابي في حياة النساء والفتيات.
وعليه، فمن الضروري ضمان سهولة وصول النساء إلى المعلومات الكافية حول كيفية الإبلاغ والحصول على الدعم، والتي يجب توفيرها مجانًا لغير القادرات على تحمل هذه التكلفة.
أحلم بالمساهمة في بناء مجتمع يتسم بالعطف وتقبل وإدماج الآخرين، حيث يكون الدعم النفسي الاجتماعي متاحًا بسهولة للجميع، مما يعزز الصحة العقلية والقدرة على الصمود لدى الجميع.
دورنا كمقدمي خدمات نفسية هو التحلي بالمرونة وسهولة التكيف [وفقًا لاحتياجات الناجيات] ... نحتاج إلى أن نكون مبدعات في إيجاد حلول مبتكرة تُلبي الاحتياجات المتنوعة للناجيات. كمقدمة خدمة للنساء الناجيات من العنف، فإن رحلتي معهن هي طريق نحو الأمل والتعافي."