على لسان فاطمة سعد: "لا تدعِ أي ندبة نفسية أو جسدية تمنعك من الشفاء والنمو، يجب أن تكون ندوبك تذكيراً لقوتك لا تذكيراً لما تعرضت له"

التاريخ:

فاطمة سعد، 33 عاما، تعمل كمنسقة مشروع في مؤسسة الشهاب للتطوير والتنمية الشاملة في القاهرة. كانت فاطمة ضمن الأربع وعشرين مشارك/مشاركة في البرنامج التدريبي "الدراما التطبيقية للتمكين والصحة المجتمعية"، والذي يندرج ضمن أنشطة برنامج إنهاء العنف ضد المرأة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة بمصر والذي تدعمه الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. تم تقديم هذا التدريب للمتطوعات/المتطوعين والموظفات/الموظفين بالمجتمع المدني الذين يركز عملهم على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. شاركت فاطمة معنا أفكارها حول البرنامج التدريبي والأثر الإيجابي الذي تركه على وجهات نظرها الشخصية والمهنية.

فاطمة (باللون البنفسجي) تشارك في نشاط جماعي كجزء من البرنامج التدريبي. صورة: دوار للفنون والتنمية.

"بدأت العمل التطوعي في مؤسسة الشهاب للتطوير والتنمية الشاملة بعد تخرجي من الجامعة لأنني رأيت أنها ستكون تجربة جديدة وستعلمني شيئًا جديداً. وقد وكانت تجربة مجزية للغاية لذلك تقدمت للعمل هناك. أعمل الآن كمنسقة مشروع متخصصة في مشاريع متعلقة بإنهاء العنف ضد المرأة. تتعرض بعض النساء اللاتي نخدمهن لأشكال خطيرة من الإيذاء - من الإيذاء الجسدي إلى الحرمان من حقوقهن القانونية في الأماكن العامة أو الخاصة. بالنسبة لي، فإن مشاهدة الناجيات من العنف وهن يتعافون ويعيدون بناء أنفسهن هي أكبر مكافأة من هذه الوظيفة.

وقد تعلمت العمل في هذا المجال من خلال الممارسة والملاحظة، وليس من خلال التعليم الرسمي، لذلك أبحث دائماً عن فرص تدريب لتعزيز معرفتي ومهاراتي. وبالتالي، فإن البرنامج التدريبي "الدراما التطبيقية للتمكين والصحة المجتمعية"، كان يعني الكثير بالنسبة لي. فلقد اكتسبت وجهات نظر وأدوات جديدة حسنت من قدرتي على التواصل مع المجتمعات والأفراد.

أتذكر أنه كان هناك نشاط جماعي اثناء البرنامج التدريبي حيث طُلب منا جميعاً رسم شيء عشوائي، وتم اختيار ما رسمته ليتم تفسيره من قبل جميع المشاركين والمشاركات. عندما بدأنا المناقشة، شعرت بالدهشة بل الصدمة عندما أدركت التباين في الآراء بيننا وفهمت مدى اختلاف تفسير المعلومات وتحليلها فعلمني هذا النشاط قبول اختلافنا وتفردنا.

يمكنني الآن التفكير في وجهات نظر مختلفة عندما أتواصل مع الناجيات وقد تغيرت الطريقة التي أيسر بها جلسات رفع الوعي بشكل كبير. لدهشتي، أصبحت أستخدم الآن أنشطة تفاعلية تتضمن الفنون والأعمال اليدوية. بصراحة لم أتخيل نفسي أبداً وأنا أيسر هذا النوع من الأنشطة. نحن الآن بصدد تصميم برنامج توعية يعتمد على مناهج الدراما التطبيقية التي تعلمناها من خلال التدريب.

النصيحة التي أرغب في مشاركتها مع جميع الناجيات هي ألا تدعِ أي ندبة نفسية أو جسدية تمنعك من الشفاء، يجب أن تكون ندوبك تذكيراً لقوتك لا تذكيراً لما تعرضتِ له."