على لسان مي حسن: "نفسي الناس كلها تفهم مشاعرها وتقدر تعبر عن نفسها وشخصيتها من خلال ورشة الطبخ اللي مشروعي بيقدمها"

التاريخ:

Mai Hassan's photo
مي حسن أثناء مشاركتها في حلقة النقاش التي تم تنظيمها في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في إطار برنامج "رابحة" وذلك يوم 16 مارس 2022. الصورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ كارين سامح فانوس

الأستاذة مي حسن، خريجة هندسة تخصص كهرباء وحاصلة على درجة الماجيستير في الهندسة وتعمل كباحثة في جامعة حلوان. بدأت مي مشروعها المعروف باسم "حلة وصل" عند إدراكها أنها لا تمتلك مهارة التواصل المتعارف عليها بين الأشخاص وهي مهارة "التحدث أمام الناس" واكتشفت شغفها نحو الطبخ وبدأت في استغلال الطبخ كلغة تواصل بديلة للأشخاص الانطوائية في محاولة لمساعدتهم/ن في التعبير عن مشاعرهم/هن في الحياة.

مي هي إحدى رائدات الأعمال المستفيدات من سلسلة التدريبات التي يقوم بتنفيذها مركز ريادة الأعمال والابتكار بكلية إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة في إطار البرنامج المشترك بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "رابحة". يتم تنفيذ هذا البرنامج بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر (MSMEDA) وبدعم من حكومة كندا. 

تحدثنا مع مي لمعرفة المزيد حول مشروع "حلة وصل" وحول تأثير برنامج "رابحة" في توسيع نطاق عملها.

"حلة وصل” هو مكان متاح للجميع، نساءً ورجالًا، من مختلف الفئات والأعمار والخلفيات لاستكشاف طرق متنوعة للتواصل بديلة عن الطرق التقليدية وإحدى هذه الطرق هي الطهي. أثبتت الدراسات أن الطهي يسمح للعائلات بالتواصل والإبداع معًا أثناء المشاركة في طبخة أو أكلة معينة. هناك عدد لا يحصى من الفوائد الصحية للطبخ وهو ما يعرف بالـ "الطبخ العلاجي". تقوم حلة وصل بطرح موضوع ما تم الإعلان عنه قبل الحدث بيوم ليتم مناقشته أثناء الطهي.

اكتشفت شغفي للفكرة عندما أدركت أنني شخصية انطوائية ولا أجيد مهارة التحدث، فكنت اتعرض كثيرًا لمواقف غير صحية لنفسيتي ولتحديات كثيرة. في بداية الأمر، كنت أشعر بالاكتئاب بسبب إحساسي أنني سبب هذه المشكلة، ولكن عندما بحثت أكثر عن صفات الأشخاص الانطوائية، قرأت أن 25% من الأشخاص من حول العالم شخصيات انطوائية وهذا يعني أنه 25% من المجتمع غير قادر على التواصل البشري الطبيعي أو المتعارف عليه ومنذ ذلك الوقت، قررت أن أبدأ مشروع يجمع تلك الأشخاص يسمى "حلة وصل".

الشخص الانطوائي غير قادر على التفاعل والاختلاط مع بيئته حيث يشعر بالراحة عندما يكون بعيدًا ا عن الناس وهذا ما يؤثر على حياته الشخصية والمهنية، فالانطواء بحسب تعريف خبراء علم النفس هو إحدى المشكلات النفسية التي قد تأتي كعلامة من علامات أمراض الفصام والاكتئاب، وفي بعض الأحيان يحدث الانطواء نتيجة تعرض الإنسان لصعوبات حياتية.

سألنا مي عن أهداف مشروعها الرئيسية وقالت "حلة وصل" تسعى أيضًا إلى القضاء على فكرة التسويف وتأجيل عمل اليوم إلى الغد. فلا يمكنكِ بداية طبخة واستكمالها في وقت لاحق لأنها ستُفسد. الطبخ العلاجي يساعد الأفراد على استيعاب فكرة خوض التجارب وتكملتها للنهاية. حتى لو كانت النتيجة النهائية ليست كما كنتِ تأملين، ولكن النقطة الأساسية هي أنكِ أنهيتِ شيء بنفسكِ.

الطبخ هو وسيلة رائعة أيضًا لعمل جميع حواسكِ معًا وفي وقت واحد. أثناء الطهي، يزداد الوعي الحسي من خلال المكونات التي تلمسينها بيدكِ، واستنشاقك للروائح المرتبطة بالطهي، وتذوق المواد الغذائية ورؤية الأطعمة.

كنت مقتنعة أنني بحاجة للتحدث أكثر عن مشروعي حتى يرى النور، فبدأت أبحث عن جهات مانحة وتدريبات لرائدات أعمال حتى علمت عن برنامج "رابحة" من خلال إعلان صفحة الجامعة الأمريكية على الفيسبوك. قمت بملء الاستمارة وكنت سعيدة جدًا لعدم اشتراط سن معين للتقديم لأنني مؤمنة أن منظور الانسان وهدفه في الحياة قد يختلف كثيرًا بعد سن ال35. كانت التدريبات بسيطة وعملية وأعطت لكل فرد فرصة للتعبير عن آرائه وخبراته ومخاوفه بهدف نقل الخبرات العلمية والعملية فيما بيننا. من خلال التدريبات، تعلمت كيفية تحديد أهداف مشروعي وتحديد الفئات المستهدفة له. تعلمت أيضًا ما هي نقاط الضعف والقوى لدى مشروعي وكيفية العمل والبناء على تلك النقاط. كذلك، تمكنت من كتابة نموذج عمل وهو الأمر الذي فادني كثيرًا أن انتقل من مرحلة النموذج المبدئي إلى التنفيذ العملي.

برنامج رابحة مميز لأنه لا يقتصر فقط على فترة التدريبات، ولكن لا يزال يتم التواصل معي حتى الآن من خلال البريد الإليكتروني للمتابعة ومشاركتي في ورش عمل جديدة ومنها ورشة عمل حول التسويق ولذلك أنا ممتنة للغاية لهذه الفرصة وسوف أستغلها بقدر الإمكان.

 نفسي الناس كلها تفهم مشاعرها وتقدر تعبر عن نفسها وشخصيتها من خلال ورشة الطبخ اللي مشروعي بيقدمها"