كلمات من أمينة محمود: "اغتنمت الفرص التي أُتيحت لي في الحياة وكانت سبب في سعادتي حتى الآن"

التاريخ:

كفتـاة صغيـرة تعيـش فـي قريـة ريفيـة، كان طريـق أمينـة محـدد لهـا مسبقًا، ولكــن لطالمــا كان لديهــا رؤيــة مختلفــة للحيــاة التــي أرادت أن تعيشـها. فقـررت الالتحاق بالجامعـة وبـدء عملهـا الخـاص ممـا أدى إلـى انضمامهـا إلـى البرنامـج

Amina Mahmoud
صورة لأمينة محمود في قريتها بمحافظة بني سويف. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ ندى إسماعيل

أنا فتاة مثابرة للغاية ولا اهتم كثيرا بمـا يقولـه النـاس طالمـا أننـي علــى الطريــق الصحيــح. أراد والـدي أن أسـير علـى خطـى معظـم زميلاتي وأن أكتفـي بالحصـول علــى شــهادة تعليميــة متوســطة ثــم أتــزوج، لكننــي كنــت مصــرة علــى الذهــاب إلــى المدرســة الثانويــة. كان كلمــا قــام أبــي بتقديــم الملــف الخــاص بــي للالتحاق بمدرســة التعليــم الفنــي الثانويــة بالقريــة، أقــوم بسـحبه وتقديمـه إلـى مدرسـة الثانويـة العامـة بدلًا من ذلك واسـتمرينا على هذا الحال كثيرًا إلى أن استســلم أبــي لرغبتــي. المدهــش فــي الأمر هـو أننـي تخرجـت مـن المدرسـة الثانويـة مـع مرتبة الشـرف والتحقت بالكليـة وتخرجـت هـذا العـام.

لكــن عندمــا أردت أن أعمــل، أثنــاء الدراســة، لــم يكــن الأمر سهلا على الاطلاق. بالطبــع لــم يوافــق والــدي علــى الفــور حيــث إنــه كان يــرى أن علـى الفتيـات البقـاء فـي المنـزل بدلًا من الخروج للعمل. كان بإمكانـي طلـب أي شـيء أحتاجـه مـن والـدي وكان قـادر على توفيره ومع ذلك، كنــت أحلــم بكســب نقــودي الخاصــة والقــدرة علــى شــراء كل مــا أحتاجــه لنفســي والأهم مــن ذلــك أن أســاهم فــي نفقــات دراســتي الجامعيــة لذلـك ظللـت أحـاول إقناعـه حتـى استسـلم لفكـرة عملـي أيضًا.

بفضـل الأموال التـي جنيتهـا مـن خـال البرنامـج، تمكنـت من اسـتئجار متجر صغيـر بجـوار منزلنـا وبـدأت فـي تشـغيله بنفسـي. ظـل النـاس يحبطوننـي قائليــن إن العمــل يتطلــب الكثيــر مــن الجهــد ولا ينبغــي علــي ان اتحمل هذا المر وان هذه مخاطرة كبيرة، ولكنـي لـم أسـتمع ألحـد. كان لـدي حلـم وهـدف فـي الحيـاة وكنـت عازمـة علـى تحقيقـه.

بــدأت فــي بيــع الفــوط الصحيــة والصابــون والمنظفــات والمكيــاج. شيئًا فشيئًا، بـدأت فـي شـراء المزيـد مـن المنتجـات وكان متجري ممتلئًا. بحلـول ذلـك الوقـت، أراد أولئـك الذيـن شـككوا بـي أن ينضمــوا إلــي كشــركاء.

حياتــي أســهل وأفضــل بشــكل كبيــر الآن حيــث يمكننــي الحصــول علــى مــا أريــد. بإمكانــي شــراء مــا أحتاجــه مــن ملابس وأحذيــة. ولــدي القــدرة علـى المسـاهمة فـي نفقـات المنـزل، إذا سـمح والـدي بذلـك. أتذكـر بفخر الأيام التـي لـم أمتلـك فيهـا أي نقـود ولـم أسـتطع حتـى تحمـل تكاليـف المواصلات إلى الكلية لذلك أنا ممتنة جدًا لما حققته حتى الآن.

أنا ممتنة أيضًا للاختيارات التــي اتخذتهــا والعمــل الــذي بدأتــه والــذي مكني ليــس فقــط مــن إكمــال دراســتي الجامعيــة ولكــن مــن الاشتراك مك فــي رحلــة الكليــة. شــعرت بســعادة بالغــة لحضــور والــدي حفــل تخرجــي وهذا اليوم لن أنساه أبدًا. أنــا ســعيدة ألننــي اغتنمــت الفــرص التــي اتيحــت لــي فــي الحيــاة وكانــت ســبب فــي ســعادتي الآن.

أثبـت لوالـدي أننـي أسـتطيع أن أنجـح وأن أحقـق كل مـا أريد. هـو الآن فخور جدًا بـي، بـل إنـه يستشـيرني فـي قراراتـه وفي جميع شـؤون الأسرة«.