توعية الشباب لمناهضة العنف ضد المرأة في مجتمعاتهم

التاريخ:

محمد خميس، متطوع في برنامج "مناهضة العنف ضد المرأة"، يقول إن البرنامج قد غير حياته. صورة: هيئة الأمم المتحدة للمرأة/ندى إسماعيل

يعمل محمد خميس، شاب يبلغ من العمر 21 عامًا ويعيش في منطقة إمبابة المهمشة في القاهرة، مصر، على تطوير حيه ونشر الوعي حول مناهضة العنف ضد المرأة والمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ولكن، لم يكن هذا حال محمد منذ عام.

"كنت أجتمع مع أصدقائي في الشارع لنتحرش بالفتيات والنساء. لم أكن أعمل أو أنجز أي شيء مفيد، كنت أمضي كل وقتي في الشوارع مع أصدقائي أو جالسين على المقاهي". صرح محمد.

على الرغم من أنه لم يكن مقتنعًا تمامًا، ولكن بعد إصرار شديد من أخته (التي كانت متطوعة في البرنامج)، وافق محمد على التسجيل كمتطوع في برنامج مناهضة العنف ضد المرأة، وظل مترددًا لبعض الوقت، إلا أن تدريبات البرنامج حول المساواة بين الجنسين تمكنت من إقناع محمد بمفاهيم حقوق المرأة، وبدأ يدرك أنه كان يؤمن بالعديد من الأفكار الخاطئة. وبعد التدريبات المختلفة لرفع الوعي، أصبح فكر محمد مراعيا أكثر للنوع الإجتماعي وأدرك  مسؤوليته تجاه خلق أماكن عامة آمنة للنساء والفتيات، خاصة في مجتمعه.

وأضاف محمد: "أنا الآن أفهم أن للمرأة الحق في ارتداء ما تريد وأنه لا ينبغي لأحد أن يتحرش بها بغض النظر عما ترتديه. الآن إذا رأيت أي شخص يتحرش بفتاة أو امرأة في الشوارع، أذهب وأتحدث معه وأقول له أن هذا خطأ وأحاول أن أجعله يدرك أن للمرأة الحق الشعور بالأمان في الشوارع."

ولم تكن  علاقة محمد بأخته وأمه قوية.
"لم أكن معتادًا على المشاركة في أعمال المنزل ولم أساعد عائلتي في أي شيء، ولا حتى شراء البقالة. إذا طلبت مني أمي أن أفعل شيئًا ما، كنت أقول لها: "أين أختي؟ ما فائدتها؟ اجعليها تفعل ذلك." ولكنني أدرك الآن أن لديّ دور أقوم به وبدأت في مساعدة أمي وأختي في أعمال المنزل."

ويضيف محمد أنه بدأ معاملة أخته وأمه بطريقة أفضل، ويقول إنه توقف عن رفع صوته عليهم والمشاجرة معهم وأصبح عضوًا إيجابيًا في الأسرة. الآن، يقضي محمد المزيد من الوقت مع عائلته ويخرج مع أخته بعد ما كان يرفض أن يفعل ذلك تماماً.

ويقول محمد: "أعتقد أنه لو كنت في علاقة مع فتاة قبل الانضمام إلى البرنامج، كنت سأكون شريكًا سيئًا وصعبًا وعصبي للغاية. أنا الآن أفهم أن العلاقات أساسها التعاون وبناء الشراكة. إذا أرادت زوجتي المستقبلية العمل فسأؤيدها بالتأكيد في القيام بذلك وسأؤيدها في الحفاظ على علاقة قوية مع أسرتها ولن أحاول عزلها أو تقييدها أبدًا".

لم يقم برنامج مناهضة العنف ضد المرأة بإعادة تشكيل مفاهيم محمد تجاه المرأة فحسب، بل غير أيضا نظرة محمد إلى نفسه وتعامله مع المجتمع ككل.

"اعتدت أن أكون منعزل ولم أرغب في التعاون مع أي شخص أو القيام بأي عمل جماعي. لكن من خلال عملي التطوعي في البرنامج، أدركت أنه من أجل إحداث تغيير، نحتاج جميعًا إلى العمل سويا."

وبعد سنوات من الاعتقاد بأن الرجال يجب أن يكونوا أقوياء ويجب ألا يعبروا عن أنفسهم علانية، تعلم محمد أن الرجال لديهم مشاعر أيضًا ومن المقبول – بل من المرغوب – أن يعبروا عنها ويتحدثوا بحرية. وقد دفعه هذا إلى التعبير عن نفسه و التواصل مع من حوله بطريقة أكثر افضل.

"كل شيء تغير بالنسبة لي. لقد تحولت من شاب يضيع حياته في الشوارع ليتحرش بالنساء ويعود إلى المنزل في الساعة السادسة صباحًا، إلى شاب منتج يستيقظ في الصباح الباكر بغرض خلق تغيير. أستيقظ سعيدًا لرؤية الفرق الذي أحدثه في حياة الناس."

"أريد أن ينضم أصدقائي إلى البرنامج لأنني أرغب في تغيير حياتهم للأفضل كما تغيرت حياتي. ليس لديهم أي شخص يرشدهم، لكنني أحاول التحدث معهم وإقناعهم بالانضمام، وآمل أن ينضموا للبرنامج ليطوروا من أنفسهم ومن مجتمعنا."

***

أنضم محمد خميس إلى برنامج مناهضة العنف ضد المرأة في يونيو 2018. يمثل المتطوعون الشباب أهم الأدوار في البرنامج الذي يهدف إلى زيادة الوعي بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في المجتمعات. يستخدم البرنامج منهجيات إبداعية مختلفة لزيادة الوعي، مثل المسرح التفاعلي والأيام الرياضية والعلاج بالفن والتدريب على الدفاع عن النفس. محمد متطوع في فعاليات المسرح التفاعلي والأيام الرياضية.

يتم تنفيذ هذا البرنامج من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة، وزارة التضامن الاجتماعي، منظمة كير الدولية في مصر، وخمس جمعيات أهلية في المناطق المستهدفة، وبدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر.