كلمات من سامية الخضري: مشاركتي في برنامج رابحة ساعدتني على أن أصبح صاحبة عمل ذات أهداف واضحة

التاريخ:

كمُغامِرَةٍ شغوفٍ تعيش على أرض العجائب التاريخية والحديثة، وجدتْ سامية الخضري -32 عامًا- مجالَا غير مُستغلّ في مصر، هو السياحة الثقافية والفنية، وبحبِّها لتراثها الغنيّ والمجال الفني النابض بالحياة أطلقتْ "قاهروية"، وبدعمٍ من برنامج "رابحة" المشترك، أصبحتْ قادرة على توسيع نطاق أعمالها والمساهمة بشكل أكبر في قطاع السياحة

مصر بلد يفيض بالتراث الثقافي والقصص الرائعة، وتقف الأهرامات وأبو الهول شاهدة عليه، لكني شعرتُ أن السياحة التقليدية لدينا محدودة ولا ترسم صورة كاملة لما نملكه، فأنشأت " قاهروية"؛ شركة سياحية تُنظِّم جولات ثقافية وفنية في أنحاء القاهرة لاستكشاف جمالها.

جاءتني الفكرة خلال عملي محللةَ أعمال في شركة عالمية، إذ كنا نستضيف زوارًا من خارج مصر، وبينما أساعدهم على تنظيم جولات في المدينة وأقترح تجارب فريدة ليقضوا وقتًا ممتعًا، ازداد من يطلبون اقتراحاتي من الأجانب والمصريين، فقررتُ أن الوقت قد حان لتأسيس شركتي السياحية الخاصة

بدأتُ رحلة "قاهروية" بجولة واحدة في وسط البلد، ومع اهتمام مزيد من الناس، نظَّمتُ جولات أخرى، شملت السينمات والتصوير الفوتوغرافي والفن والتراث الأرمني وغيرها.

ورغم أن شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال والاقتصاد التي أحملها ساعدتني كثيرًا على إدارة مشروعي، كانت لديّ عدة جوانب تحتاج إلى تطوير، وعندما علمت ببرنامج "رابحة" شعرتُ أنه سيعطيني الدفعة التي أحتاج إليها لتنمية عملي بشكل أكبر.

وأن تكون رئيسًا لنفسك ليس سهلًا أبدًا، ويتطلب كثيرًا من الانضباط لإتمام المهام المطلوبة في الوقت المحدد، لكن برنامج "رابحة" قد وفَّر لي خطة محددة ومسارًا منظَّمًا أتَّبعه، وعلَّمني كيف أركِّز على تحقيق أهدافي لإنجاح مشروعي.

في الواقع.. كنتُ أحلم بأشياء كبيرة، والآن أخطط لأشياء أكبر، لقد اكتسبتُ عادة تحديد أهدافي السنوية وتوقعاتي للشركة بالورقة والقلم، بدلَا من التفكير فيها بشكل مجرَّد كما اعتدت سابقًا، ومن خلال وضع خطة واضحة، أصبحتُ ملتزمًة بتحقيق أهدافي وقادرة على تتبّع تقدّمي، وتحديد إنجازاتي الصغيرة والكبيرة.

مثلًا كان قسم المالية يمثّل تحدِّيًا كبيرًا بالنسبة لي، لأنه رغم قدرتي على جمع الأرقام التي أحتاج إليها، لم أتمكَّن من تنظيمها بشكل صحيح، لكن خلال البرنامج التدريبي، تعلمتُ كيفية تحديد الميزانية والدخل بشكل صحيح، وكذا مُدخلات الشركة المختلفة، حتى أصبحتُ أكثر تنظيمًا وبإمكاني تتبّع كل قرش يدخل الشركة أو يخرج منها.

وبالإضافة إلى التدريب الفني الذي تلقيته، كان الدعم المالي الذي قدَّمه برنامج "رابحة" مهمًّا جدًا بالنسبة لي، خاصة أنني كنت أسعى جاهدة للحصول على تمويل لبناء فريق "قاهروية"، إذ كنتُ لا أزال أعمل وحدي.

وبسبب التمويل تمكّنتُ من توظيف نحو 20 شخصًا بدوام جزئي، أصبحوا الآن عائلتي الثانية، ونعمل معًا على تقديم جولات جديدة وتنظيم مزيدٍ من الفاعليات وتوسيع الشركة.

مشروع جديد نعمل عليه أيضًا بفضل الدعم المالي للبرنامج هو موقع "قاهروية" الإلكتروني، الذي نأمل في أن نطلقه قريبًا، ليجمع خدماتنا وتفاصيل جولاتنا على منصة واحدة، ما سيوفِّر تجربة أفضل لعملائنا ويساعدنا على الترويج لأعمالنا أفضل.

Samia Elkhodary group photo
سامية الخضري (الصف السفلي، الثانية من اليسار)، إحدى المشاركات في برنامج "رابحة" ومؤسسة شركة "قاهروية" للسياحة، في أثناء جولة بمدينة الخليفة بالقاهرة. الصورة: إهداء من سامية الخضري.

ورغم أنه من الصعب اختيار لحظة واحدة لإبرازها خلال رحلتي مع "قاهروية"، فإن الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة للشركة كان لحظة فخر خاصة بالنسبة لي. أنا فخورٌ للغاية بقيادة فريقي المذهل، وبأنني طوَّرت هذه الشركة على مدار السنوات الخمس الماضية، وبالمساهمة في سياحة بلدي، ومساعدة الناس على اكتشاف جواهر القاهرة الخفية".

أما عن مشاريعي المستقبلية، فأخطط لإضافة مزيد من الجولات إلى "قاهروية"، وإنشاء شركة شقيقة متخصصة في توفير الجولات السياحية التقليدية بطريقة فريدة وجديدة، للتعريف بمعالم القاهرة السياحية، كما أرتب أيضًا للتوسع في مدن أخرى بمصر، ليتمكن الجميع من رؤية السحر الكامل والحقيقي لهذا البلد الجميل.

وأحد أعظم الدروس التي تعلّمتها من رحلتي أن الصبر مفتاح النجاح، إذ لم أكن لأحقق شيئًا ولا لأُسِّس "قاهروية" أبدًا لو أنني توقفتُ عند أول عقبة واجهتني، فتحقيقُ حلمك يتطلب التفاني والمثابرة والالتزام، ومع الوقت ستُحقق كل أهدافك في النهاية.

***

سامية واحدة من 6,300 سيدة شاركن في برنامج "التمكين الاقتصادي للمرأة من أجل النمو الشامل والمستدام في مصر" المعروف باسم "رابحة"، ويهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة بزيادة الوصول إلى فُرص العمل و/أو العمل الحر، وتوفير بناء القدرات والدعم التنموي والمساعدات المالية لرائدات الأعمال والباحثات عن عمل وشركات القطاع الخاص والمستثمرين.

تُنفِّذ البرنامج هيئةُ الأمم المتحدة للمرأة في مصر ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في مصر، بالشراكة مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التجارة والصناعة وجهاز تنمية المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، بدعمٍ سخيٍ من الشؤون الخارجية الكندية ممثلة في السفارة الكندية في مصر، والبرنامج التدريبي الذي انضمت إليه سامية قدَّمته منظمة نهضة المحروسة.