من موقعي هذا: "تعلمت كيفية التعامل مع الجميع حتى يشعرن أنهن جزء أساسي من المجموعة وحتى يتَمَكنَ من مشاركة خبراتهن ومن والتعافي"

قسمة إسماعيل تعمل في مجال الدعم النفسي لمساعدة الوافدات اللواتي تعرضن لأحداث مؤلمة طوال حياتهن. وتقدم قسمة الدعم النفسي للنساء التي تلتقي بهن من خلال العلاج الجماعي والمشورة الفردية. ومن خلال عملها تواجه العديد من التحديات للتواصل مع الوافدات ومساعدتهن على الوصول إلى مرحلة إعادة التأهيل. ولدعم النساء بشكل أفضل، قررت قسمة إسماعيل الالتحاق ببرنامج الدراما التطبيقية للتمكين والصحة المجتمعية الذي تنظمه هيئة الأمم المتحدة للمرأة، حيث تعلمت تصميم وقيادة العمل الجماعي القائم على الدراما من أجل الشفاء والتمكين والتغيير الاجتماعي، مع تحسين مهاراتها في توفير الدعم النفسي الاجتماعي بطريقة أخلاقية وفعالة.

"معظم الحالات التي اعمل معها هي لنساء يعانين من الأثر النفسي للعنف القائم على النوع الاجتماعي. ويمكن أن تعاني النساء الناجيات من الاكتئاب وفقدان الأمل والصعوبات الاجتماعية وقد يكون لدى بعضهن أفكار انتحارية. وتجد الناجيات من العنف صعوبة كبيرة في الاندماج في مجتمعاتهن المحلية وفي التفاعل مع الناس من حولهن.

من خلال هذا البرنامج، تعلمت كيفية تمكين النساء باستخدام تقنيات الرعاية الذاتية حتى لا يعتمدن على موعدنا الأسبوعي في التعافي. على سبيل المثال، إذا شعرن بنوبات ذعر في المنزل فعليهن أن يعرفن ما يجب القيام به حيال ذلك لأنني لن أكون دائما هناك لمساعدتهن. مع تقنيات الرعاية الذاتية، تتعلم النساء استخدام أدوات لإعادة تأهيل أنفسهن دون الاعتماد على أي شخص وذلك يسرع من شفائهن بطريقة فعالة. عندما يعدن تأهيل أنفسهن، سوف يتعلمن قبول واقعهن والتعامل مع حياتهن وماضيهن، وبعد ذلك سيتعلمن كيف يصبحن سعداء بحياتهن.

كما علمني البرنامج كيفية كسب ثقة النساء بي والتحدث معي حتى يتمكن من البدء في التعافي. النساء اللواتي أعمل معهن لا يثقن في الناس بسهولة، لذا من الصعب عليهن الانفتاح. خلال المجموعة الأخيرة التي كنت أعمل معها، استغرق الأمر مني شهراً كاملًا لكسب ثقتهن واشعارهن بالراحة بما يكفي للحديث. وبطبيعة الحال أدى ذلك إلى تأخير تقدمي معهن واستغرقت عملية إعادة التأهيل وقتاً أطول بكثير مما كنت أتوقع. ولكن الآن تعلمت كيفية التعامل مع الجميع في المجموعة حتى يشعرن أنهن جزء أساسي من المجموعة وحتى يتَمكنَ من البدء في التخلي عن المشاعر السلبية وخلق مساحة مريحة وآمنة تمكنهن من مشاركة تجاربهن ومن التعافي".

شاركت قسمة إسماعيل في "برنامج الدراما التطبيقية للتمكين والصحة المجتمعية" الذي يتم تنفيذه من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة في إطار برنامج "إنهاء العنف ضد المرأة".  وينظم هذا النشاط من خلال "دوار"، وهي منظمة ثقافية مستقلة، وينفذ البرنامج بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. قصة قسمة إسماعيل تتعلق بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة والذي يهدف إلى القضاء على جميع أشكال العنف ضد جميع النساء والفتيات في المجالين العام والخاص.